للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وجوب إنكار المنكر، وتعليم الجاهل.

٥ - جواز الاستشفاع بالنبي في حياته، لكونه أنكر عليه الجملة الأولى، ولم ينكر عليه الجملة الثانية. أما بعد مماته فلا تجوز مخاطبته بذلك، كأن يقف الإنسان على قبره ويقول: يا رسول الله اشفع لنا، أو يا رسول الله سل الله لنا كذا وكذا، فهذا لا يجوز؛ لأنه توسل بدعي. ولهذا لما توفي النبي ، واحتاج المسلمون إلى الاستسقاء في زمن عمر، لم يقم عمر على قبر النبي ، ويستشفع به، وإنما قال: اللهم إنا كنا إذا قحطنا استسقينا بنبيك فتسقينا، وإنا نستسقيك بعم نبيك فاسقنا (١)، فيقوم العباس يدعو، فيسقون. فلا يستشفع بالنبي ، ولا يتوسل به بعد مماته، بل يتوسل بطاعته وبالاقتداء به، والتسنن بسنته. أما في حياته فيتوسل بدعائه. وكذلك بعد البعث؛ فإن له الشفاعة العظمى؛ فإن الناس يأتون إليه، ويطلبون منه الشفاعة حين يعتذر عنها آدم، وأولو العزم من الرسل، حتى تؤول النوبة إليه، فيقول: "أنا لها" (٢).

٦ - الحذر من كل ما يوهم التسوية بين الله وبين نبيه، وهذه لطيفة؛ فهاتان جملتان كأنهما كِفَّتي ميزان: "إنا نستشفع بالله عليك، وبك على الله" فكأنه جعل الله تعالى، والنبي بمنزلة سواء، فهذا معنى مذموم.

ومن الصور المشابهة والواقعة في حياة الناس اليوم: ما يفعله بعض الناس حينما يزخرفون محاريب المساجد، فيكتبون: (الله - محمد)! على حد سواء، فإن هذا يوقع في قلوب العامة والناشئة المماثلة، حتى إنك تسمع من بعض الأعاجم في المطاف من يقول: يا الله يا محمد، يظن أن هذين الاسمين بمنزلة واحدة، فينبغي التنبه لهذه الدقائق.


(١) صحيح ابن خزيمة برقم (١٤٢١).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب كلام الرب ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم برقم (٧٥١٠) ومسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها برقم (١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>