للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشرح:

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

من جهتين، لازمة، ومتعدية:

المتعدية: أن التصوير هو منشأ الشرك، كما تقدم في أول هذا الكتاب، في: "باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم، وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين" بما يغني عن إعادته.

اللازمة: أن التصوير مضاهاة لخلق الله، فهو منازعة للربوبية؛ لأن الذي يأخذ أزميلًا ومطرقة، وينحت حجراً أو خشبًا، ليشكل منه ما يشبه خلق الله من ذوات الأرواح، أو يأخذ قلماً، أو ريشة، ويخطط ويرسم ما يشبه خلق الله، فكأنما يضاهي الله ﷿ في خلقه.

قوله: "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "قال الله تعالى" " هذا حديث قدسي، أو إلهي؛ معناه من الله، ولفظه من النبي .

قوله: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي" هذا استفهام للنفي والإنكار، أي: لا أحد أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. وهذه الصيغة "ومن أظلم" وردت في القرآن في تسع مواضع:

- قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾ [البقرة: ١١٤].

- وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٤٠].

- وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ في أربعة مواضع: [الأنعام: ٢١]، [الأنعام: ٩٣]، [هود: ١٨]، [العنكبوت: ٦٨].

- وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ﴾ في موضعين: [الكهف: ٥٧]، [السجدة: ٢٢]

- وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ [الصف: ٧]

وفي السنة، في حديث الباب: "ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي". و (أظلم) على وزن (أفعل) التفضيل! والجمع بينها أن يقال هذا تفضيل باعتبار معين؛ ففي باب الصد عن سبيل الله لا أظلم ﴿مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>