للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الطعام، والشراب، واللباس. وينبغي لصاحب العلم أن يجتهد مع الأدنين قبل الأبعدين، وأن ينفع أهله وقرابته قبل غيرهم، كفعل عبادة بن الصامت.

٥ - قرن الحكم بالدليل.

٦ - توجيه الخطاب إلى الجماد، لأنه يعقل أمر الله؛ ففهم واستجاب، وسأل: "ماذا أكتب؟

قوله: "وفي المسند والسنن" والمراد بالمسند هنا: مسند الإمام أحمد، وبالسنن: سنن أبي داود، وابن ماجة. فالمحدثون لهم طرائق شتى في ترتيب مروياتهم:

فالمسانيد: رُتبت فيها الأحاديث على أسماء الصحابة. كمسند الإمام أحمد، وغيره، فيذكر مسند أبي بكر الصديق، ويسوق الأحاديث عنه، بقطع النظر عن موضوعها؛ فقد يكون أحدها في الإيمان، وآخر في الطهارة، وثالث في الأضاحي، وهكذا، فلا يجمعها موضوع واحد.

والسنن: رُتبت فيها الأحاديث على أبواب العلم. كالصحيحين، والسنن الأربعة، وغيرها، فيعقد بابًا للإيمان، وآخر للطهارة، ثم الصلاة، ثم الزكاة، وهكذا على أبواب الفقه، بصرف النظر عن الراوي، فينتقل من صحابي إلى آخر.

والمعاجم: رتبت فيها الأحاديث على الشيوخ، كمعجم الطبراني رتبه على شيوخه، فيسرد مروياته عن أحد شيوخه، في موضع واحد، بصرف النظر عن موضوعه، وصحابيه، ثم ينتقل إلى مرويات شيخ آخر. وقد يرتب أشياخه على حروف المعجم.

وهذه طرق فنية لتقسيم العلم. والأنفع من الناحية العملية: السنن؛ لأنها تعين على البحث الموضوعي، فقد لا يعني من هو الصحابي الذي روى الحديث؛ لأن الصحابة كلهم عدول، لكن يعنينا الموضوع. وهناك من جمع بين الحسنيين؛ بالترتيب على الطريقتين، كبقي بن مخلد ، فقد رتب مسانيد الصحابة على حسب الموضوعات.

قوله: "عن ابن الديلمي" عبد الله بن فيروز الديلمي، أبو بسر، ثقة، من كبار التابعين. أبوه فيروز الديلمي، قاتل الأسود العنسي، مدعي النبوة، في قصة

<<  <  ج: ص:  >  >>