للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير هذا لكنت من أهل النار، قال: فأتيتُ عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدثني بمثل ذلك، عن النبي " (١)، حديث صحيح، رواه الحاكم في صحيحه.

الشرح:

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

الإيمان بالقدر من لوازم توحيد الربوبية، فلا يتم توحيد امرئ إلا بتحقيقه. والإيمان القدر يشمل: علم الله، وكتابته، ومشيئته، وخلقه، فمن أنكر ذلك؛ كله أو بعضه، فقد أخل بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فلذلك ناسب إيراد هذا الباب في كتاب التوحيد.

قال المصنف : "باب: ما جاء في منكري القدر" أي: باب ما جاء من الوعيد في منكري القدر. والقدر: مصدر قَدَّر يُقَدِّر، وتعريفه الشامل: تعلق علم الله بالكائنات قبل وجودها، وكتابته إياها، ومشيئته، وخلقه لها، فهذا التعريف يتضمن أربع مراتب: الأولى: العلم: وهي الاعتقاد الجازم بعلم الله المحيط بكل شيء، جملة وتفصيلاً، أزلاً وأبداً، ما كان، وما يكون، وما سوف يكون، وما لم يكن كيف لو كان يكون. ما يتعلق بأفعاله؛ كالآجال والأرزاق، وما يتعلق بأفعال عباده؛ من الطاعات والمعاصي.


(١) أخرجه أحمد ط الرسالة برقم (٢١٥٨٩) وأبو داود في كتاب السنة، باب في القدر برقم (٤٦٩٩) وابن ماجه في افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب في القدر برقم (٧٧) وصححه الألباني. ولم نجده عند الحاكم كما أشار الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>