فيجب أن يشكر العبد ربه بقلبه: فيغتبط بنعمة الله، ويستشعر أن الفضل لله، وبلسانه: فيلهج دوماً بالثناء على الله، وشكره، وبجوارحه: فيسخرها في طاعة الله، وامتثال أمره.
٤ - وعيد من كفر بنعمة الله تعالى؛ لقوله: ﴿فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [فصلت: ٥٠].
ثم ذكر المصنف ﵀ حديث أبي هريرة الطويل، المتفق عليه، فقال:"عن أبي هريرة ﵁ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول" وهذا يدل على أن أبا هريرة قد تلقاه مباشرة من النبي ﷺ؛ لأنه صرح بالسماع، فإن أبا هريرة ﵁ إنما هاجر عام خيبر، ومع ذلك، فهو من أكثر أصحاب النبي ﷺ رواية، بل قد روى أحاديث كثيرة، في حوادث جرت قبل هجرته، وهذا يدل على أنه كان يأخذ عن كبار الصحابة، ويتلقى منهم، ولا يضر أن يسقط الصحابيُّ من سمع منه من الصحابة، فمرسل الصحابي له حكم الاتصال. أما هذا الحديث، فقد صرح فيه بالسماع.
قوله:"إن ثلاثة من بني إسرائيل" بنو إسرائيل يطلق على اليهود والنصارى، وإسرائيل هو يعقوب ﵇، فتنسب إليه هاتان الأمتان، والتحديث عن بني
(١) البيت بلا نسبة في نهاية الأرب في فنون الأدب ت قمحية (٣/ ٢٣٣) والمستطرف في كل فن مستطرف (ص: ٢٤٤) ونفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب (٦/ ٢٧٤).