لهؤلاء. والكفر بالعمل: كأن يسجد لصنم، أو أن يلقي المصحف، أجلَّه الله، في القاذورات، أو نحو ذلك من الأفعال المنافية للإيمان، عالمًا، ذاكرًا، مختارًا.
قوله:"عن ابن عمر، ومحمد بن كعب، وزيد بن أسلم، وقتادة": رواية التابعين من المراسيل، والمرسل: ما وقع فيه سقط في آخر إسناده، أي: من بعد التابعي. وقد أخرجها: ابن جرير، وابن أبي حاتم، وإسنادها حسن. أما رواية ابن عمر، فمتصلة.
ومحمد بن كعب: القرظي، كان مدنياً، وهو من ثقات التابعين، مات سنة عشرين ومائة. وزيد بن أسلم: ثقة مشهور، مولى عمر بن الخطاب ﵁، مات سنة ست وثلاثين ومائة. وقتادة: هو قتادة بن دِعامة السَّدوسي، تقدم ذكره مرات. ﵏.
قوله:"دخل حديث بعضهم في بعض" أي: السياق التالي مجموع أحاديثهم، لا حديث واحد منهم، فضمت أحاديث بعضهم لبعض، وهذا يحصل في الإخباريات، فكثيرًا ما يذكر ابن إسحاق في السيرة هذا، ويقول: دخل حديث بعضهم في بعض، ولا شك أنه يُحتمل في الإخباريات ما لا يُحتمل في الأحاديث التي تتضمن العقائد والأحكام.
قوله:"أنه قال رجل في غزوة تبوك" هي آخر غزوة غزاها النبي ﷺ، سنة تسعٍ من الهجرة. وتبوك تقع شمال الجزيرة العربية، على مشارف الشام.
قوله:"ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء" المراد بالقراء: جمع قارئ، وأراد بهم هنا النبي ﷺ وفقهاء الصحابة، كما سيذكر. ثم بات يطلق على فقهاء التابعين الذين يحفظون القرآن والسنة.
قوله:"أرغب بطوناً" كناية عن النهم في الأكل والشرب، فبطونهم كبيرة واسعة من كثرة الأكل. قوله:"ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء" وصفهم بغاية الجشع، والكذب، والجبن.
قوله:"يعني رسول الله ﷺ وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك"