عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ﵁، روى عنه حماد بن سلمة (١).
قوله:"قال: رأيتُ" أي في المنام، فهي رؤية منامية.
قوله:"كأني أتيتُ على نفر من اليهود" النفر: الرهط والجماعة.
قوله:" فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله" كأنما يقول: نعم القوم أنتم لولا كذا وكذا. والذي عابهم به هو أمر عظيم، وهم أنهم ينسبون لله الولد، تعالى الله عن ذلك علوًّ كبيرًا. وهذا كفر صراح. قال تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [التوبة: ٣٠]
قوله:"قالوا: وإنكم" أي: يا معشر المسلمين.
قوله:"لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد" فردوا عليه بجنس ما عابهم به، وإن كان لا سواء بين القضيتين؛ فأين قول:"عزير ابن الله" وهو كفر أكبر، من قول:"ما شاء الله، وشاء محمد" وهو نوع من الشرك الأصغر؟
قال:"ثم مررتُ بنفر من النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله" وهذه مقالتهم المشهورة، المستقرة عنهم إلى يومنا هذا، وقد أكفرهم الله بها كما تقدم، قوله:"قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد" كما قال يهود. قوله:"فلما أصبحتُ أخبرتُ بها من أخبرتُ، ثم أتيتُ النبي ﷺ، فأخبرته، فقال: "هل أخبرتَ بها أحداً؟ " قلتُ: نعم، قال: فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعدُ" " لم يُنكر النبي ﷺ على الطفيل كونه حدّث بها؛ لأن هذا مما جرت به طبائع الناس؛ أن يحدثوا برؤاهم، وإنما سأله ليرى ﷺ هل ذاع الخبر وانتشر،