للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء عن إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك، قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: ولولا الله وفلان (١).

الشرح:

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

هذا الباب، والذي قبله، والذي بعده، تتعلق بالألفاظ المنافية للتوحيد؛ الداخلة في الشرك الأصغر لما تتضمنه من إسناد المشيئة، والفعل إلى غير الله .

قوله: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ الأنداد: جمع ند، وهم العدلاء والنظراء.

قوله: ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أي: وأنتم تعلمون أن الله واحد، لا مثيل له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.

قوله: "قال ابن عباس في الآية: "الأنداد هو الشرك" أي اتخاذ الأنداد، المنهي عنه في الآية، هو الشرك الخفي، الآتي وصفه في كلامه بالأمثلة.

قوله: "أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل " أي: أنه شرك خفي، غير ظاهر، لا يُتنبه له، ولا يُؤبه له "" مثّل لخفائه، بخفاء دبيب نملة على صفاة سوداء. فاجتمع خفاء الصوت، وخفاء الصورة؛ فخفاء الصوت لكونه دبيب نملة، والصفاة ملساء، فدبيبها يكون بالغ الخفاء. وخفاء الصورة لكون النملة سوداء، والصفاة سوداء، فالشرك أخفى منه.

قوله: "وهو أن تقول: أراد التمثيل ببعض الألفاظ، لا الحصر، وهي:

- "والله وحياتك يا فلان" المحذور في هذا أنه حلف بحياته، وعطفه على الحلف بالله ﷿ بالواو التي تقتضي التسوية، فجمع بين ممنوعين.


(١) شرح السنة للبغوي (١٢/ ٣٦١) ومصنف عبد الرزاق برقم (١٩٨١١) والفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي (ص: ٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>