ظاهرة، إذ أنّ ابن عباس ﵄ رأى أن في اتباع ما ذهب إليه أبو بكر وعمر ﵄، اجتهادًا، وهما من العلماء الأمراء، بخلاف ما أمر به النبي ﷺ من الطاعة المحرمة، التي تستوجب العقوبة. فكيف بمن دونهما، ممن ليس أهلًا للاجتهاد.
فوائد الأثر:
١ - وجوب تقديم قول رسول الله ﷺ على قول كل أحد.
٢ - أن مخالفة هدي النبي ﷺ في أقواله وأفعاله من أسباب العقوبة.
٣ - ذم التقليد لمن بلغه الدليل، فابن عباس لم ينكر على عروة إلا حين أخبره أن هذا هدي النبي ﷺ، فاحتج بكلام أبي بكر وعمر، فعظُم ذلك عليه، وأغلظ عليه في النكير.
ثم قال المصنف ﵀:
"وقال الإمام أحمد بن حنبل: عجبتُ لقوم" والتعجب نوعان:
الأول: أن يكون عن استحسان.
الثاني: أن يكون عن استنكار. وهذا من الاستنكار،
قوله: "عرفوا الإسناد وصحته" أي: وقوا على سند الحديث إلى رسول الله ﷺ وثبت عندهم أنه صحيح.
قوله: "ويذهبون إلى رأي سفيان" هو سفيان بن سعيد الثوري، أبو عبد الله، الكوفي، ثقة، حافظ، فقيه، حجة. مات سنة إحدى وستين ومائة ﵀، والرأي في مقابل النص فاسد الاعتبار. فتعجب الإمام أحمد ﵀ ممن بلغه الدليل بالسند الصحيح، المتصل إلى رسول الله ﷺ، ثم يأخذ برأي سفيان، أو غيره من العلماء.