بأن يعمل الإنسان أعمالاً صالحة يريد بها الدنيا، فهذا من الشرك؛ لأنه جعل عمل الآخرة وسيلة لثواب الدنيا، وسلمًا لنيل لعاعتها. وقد تكون إرادته الدنيا بعمله الصالح: منافية لأصل الإيمان والتوحيد، أو لكماله الواجب، أو لكماله المستحب بحسب الأحوال.
الثانية: تفسير آية هود.
بل آيتي هود، وقد تقدم. وهما من أخوف ما في القرآن في هذا الباب.
الثالثة: تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة.
أي: أن النبي ﷺ لم يرد بهذا أنه كافر، وإنما أراد ذمه لإرادته بعمله الدنيا، فسماه (عبد) والعبودية لا شك أنها درجات، كما قال تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية: ٢٣] فمتبع الهوى كمتخذ الإله من دون الله، لكن قد يكون مخرجاً من الملة، وقد يكون دون ذلك.
الرابعة: تفسير ذلك بأنه: "إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط".
بأن يكون رضاه وسخطه تابعاً لحصول مبتغاه من الدنيا، وكان الواجب عليه أن يرضى بما قسم له، ولا يتبع نفسه هواها.
الخامسة: قوله: "تعس وانتكس".
الدعاء عليه بالتعاسة، وبمعاودة الداء مرة أخرى، وهذا أشد ما يكون في المعاناة أن يتماثل للبرء ثم ينتكس، ويعاوده المرض.