وجاء من خبره مع الرجل المؤمن أنه "يؤمر به فيؤشر بالمئشار (٢) من مفرقه حتى يفرق بين رجليه، قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم، فيستوي قائماً، قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة" (٣)، فيفتتن الناس به فتنة عظيمة، حتى أن النبي ﷺ قال: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه، مما يبعث به من الشبهات"، أو "لما يبعث به من الشبهات" (٤). ومع شدة فتنته تخوف النبي ﷺ على أمته بما هو أخوف منه.
قوله: "قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"الشرك الخفي؛ يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته؛ لما يرى من نظر رجل" رواه أحمد" هذا هو الرياء، وهو أن يزين الإنسان عبادته ليحمده الناس. والرياء إذا خالط العمل فلا يخلو من حالين:
(١) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه برقم (٢٩٣٧). (٢) (فيؤشر بالمئشار) هكذا الرواية بالهمزة فيهما وهو الأفصح، ويجوز تخفيف الهمزة فيهما فتجعل في الأول واواً، وفي الثاني ياء، ويجوز المنشار بالنون يقال نشرت الخشبة، وعلى الأول يقال: أشرتها. ينظر: شرح النووي على مسلم (١٨/ ٧٣ - ٧٤). (٣) أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في صفة الدجال، وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه برقم (٢٩٣٨). (٤) أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم، باب خروج الدجال برقم (٤٣١٩) وصححه الألباني.