٢ - أن تعاطي السحر كان موجوداً زمن الصحابة الكرام، فمن بعدهم من باب أولى.
وقد نبّه شيخ الإسلام في بعض كلامه (١): أن السحرة والاستعانة بالشياطين تقل في أهل الإسلام، وتكثر في أهل الكتاب، وتكثر أكثر وأكثر عند أهل الأوثان، فكل ما ابتعد الناس عن نور النبوة زاد فيهم السحر. وقد راج سوق السحرة والمشعوذين في هذه الأزمنة الأخيرة، فيوجد من يتعاطى السحر في المجتمعات الإسلامية، ولكنه عند أهل الكتاب أكثر، حتى إن بعض الدول الغربية لديهم وظيفة مصنفة، تُسمى:"ساحر"، وعند الأمم الشرقية الوثنية الأمر أعظم وأطم، فحيثما عظم نور النبوة انقشع ظلام الشياطين، وإذا ضعف نشطوا.
ثم قال المصنف ﵀:
فيه مسائل:
الأولى: تفسير آية البقرة.
وهي قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾، حيث ذم اليهود على الرضا بالسحر واستعماله، وأثبت خسارهم في الآخرة، بما يقتضي تخليدهم في النار.
الثانية: تفسير آية النساء.
وهي قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ فالجبت من أنواعه السحر، فذمهم به.
(١) الصفدية (١/ ٢٣٣، ٢٣٦) والرد على المنطقيين (ص ١٨٧).