للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ أي: من نصيب، وهذا وعيد شديد يقتضي تخليده في النار، ويدل على كفر الساحر.

قوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ هذه في صفة أهل الكتاب الذين تقدم ذكرهم في الباب السابق. وتقدم أن: كلمة الجبت: تقع على الساحر، والكاهن، والصنم. والمقصود بها هنا: الساحر، كما فسرها عمر، .

قوله: "قال عمر: الجبت: السحر والطاغوت: الشيطان" هذا من تفسير الشيء بأحد أنواعه. والمعنى العام للطاغوت: ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع.

قوله: "قال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد" فهؤلاء طواغيت ولا ريب، ولم يرد جابر الحصر، بل هم نوع من أنواع الطواغيت. والكهان: جمع كاهن، وهو من يدعي معرفة الأمور المستقبلة، أو الإخبار عن الأشياء المغيبة. وكانت العرب في جاهليتها تحتفي بشخصين: الكاهن، والشاعر، فلكل قبيلة كاهن له رِئي من الجن، يتكهن لها وشاعر يفتخر لها، ويذب عنها.

مناسبة الآيتين للباب:

ظاهرة، لما فيهما من ذم السحر، ووعيد السحرة.

فوائد الآيتين:

١ - تحريم السحر، بل إن الآية الأولى تدل على كفر الساحر؛ لقوله: ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ [البقرة: ١٠٢] وهذا الوصف لا يقع إلا على كافر -والعياذ بالله-.

٢ - الوعيد البليغ على من استغنى عن كتاب الله ﷿ وشرعه، وسنة نبيه ، بالسحر؛ إذ أن هؤلاء الذين أوتوا نصيباً من الكتاب آمنوا بالجبت والطاغوت، وهجروا ما أنزل الله عليهم من التوراة، ففيه ذم بليغ لكل من نحا نحوهم، ولو كان من هذه الأمة، فاستشفى بغير ما جعله الله سبباً للشفاء من الأدوية الشرعية والحسية، كما يقع من بعض الجهال والسفهاء الذين يقصدون

<<  <  ج: ص:  >  >>