للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان له حماية ورعاية للنبي ، فأدخله في جواره، وحماه من قريش؛ لكنه كان مصراً على كفره حتى مات.

قوله: "جاءه رسول الله وعنده عبد الله بن أبي أمية، وأبو جهل" رجلان من صناديد قريش، كانا يعودانه، وهو يحتضر، وجاء النبي في تلك الحالة، ومعنى: "حضرته الوفاة" يعني: مقدماتها، وعلاماتها. "

قوله: فقال: "يا عمِّ" " منادى، الأصل فيه (يا عمي) فحذف ياء المتكلم، وعوض عنها بالكسرة الدالة على الياء المحذوفة. وخاطبه بآصرة القربى لاستلانة قلبه، واستجلاب عاطفته.

قوله: "قل: لا إله إلا الله، كلمةً" كلمةً بالفتح؛ لأنها بدل من جملة: لا إله إلا الله.

قوله: "أحاج لك بها عند الله" أي: أحتج لك عند الله بها، وأستشفع بها.

قوله: "فقالا له أترغب عن ملة عبد المطلب؟! " عبد المطلب: جد النبي ، وأبو أبي طالب، وكان من أعظم العرب، ومقدم قريش، وهو الذي جدد حفر زمزم، وكان له ذكر وصيت. فهذان المشركان نخياه بنخوة الجاهلية، وذكراه بملة عبد المطلب. ولهذا الأمر وقع في نفس العربي، فالعرب أمة تحتفي بآبائها وأجدادها، ويعتزون بهم، حتى إن الله جعله مثالًا في المناسك، فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: ٢٠٠]

قوله: "فأعاد عليه النبي فأعادا": أي أعاد عليه الدعوة إلى قول لا إله إلا الله، فأعاد المشركان عليه قولهما: أترغب عن ملة عبد المطلب؟! وتأمل حال هذا المحتضر الذي يلتفت يمنة ويسرة، عنده من يدعوه إلى الهدى، ومن يدعوه إلى الضلالة.

قوله: "فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب" وعبّر الراوي بضمير الغيبة "هو" تحاشيًا أن يعبر بضمير المتكلم "أنا"، ونظائره في النصوص كثيرة، لكن الراوي استثقل أن يأتي باللفظ الذي ينسب إلى النفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>