قوله:"عن أنس قال: شُجَّ النبي ﷺ " الشج: يكون في الوجه والرأس خاصة، دون سائر الجراحات. وفي البطن تسمى: جائفة.
قوله:"يوم أحد" يوم أحد يوم معروف في الإسلام، وكان في السنة الثالثة من الهجرة، وأحد اسم لجبل، شمالي المدينة، متوحد بين الجبال، وقد ورد الثناء عليه، فقال ﷺ:"أحد جبل يحبنا ونحبه"(١)، وخاطبه يوماً لما رجف بهم، فقال:"اسكن أحد، فليس عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان"(٢)، يعني: نفسه، وأبا بكر، وعمر، وعثمان ﵃ أجمعين-.
قوله:"وكسرت رباعيته" وذلك أنه في يوم أحد، كانت الدائرة أول النهار، للمسلمين، فلما عصوا من بعد ما أراهم ما يحبون، ونزل الرماة من الجبل، كرَّ عليهم خالد بن الوليد بالخيل، فصارت الدائرة للمشركين، ولقي النبي ﷺ من العنت ما الله به عليم؛ فسقط في حفرة من حفر أبي عامر الفاسق، وشج في وجهه الشريف، ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه ﷺ، وكسرت رباعيته، والرباعية: السن الذي قبل الناب، يعني: بين الناب والثنية؛ بسبب ما جرى في ذلك اليوم.
قوله:"كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم؟ " " قالها النبي ﷺ على سبيل الاستبعاد، ولم يقطع، ولم يجزم، وإنما استفهم أو تعجب، والمقام يقتضي العجب. فاستدرك الله عليه، وأنزل:
قوله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ فالأمر كله لله، يقضي ما يشاء، ويحكم ما يريد.
مناسبة الحديث، والآية للباب:
فإذا كان النبي ﷺ لم يدفع عن نفسه الأذى، ويقال له: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ
(١) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب خرص الثمر برقم (١٤٨٢) ومسلم في الحج، باب أحد جبل يحبنا ونحبه، وفي الفضائل، باب في معجزات النبي ﷺ برقم (١٣٩٢). (٢) أخرجه البخاري في كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي ﵁ برقم (٣٦٩٩).