الصلاة بينة جداً، فقاس عليها المسألة المشكلة، وهي مسألة الذبح؛ لكي يحصل البيان.
الرابعة: استفسار المفتي إذا احتاج إلى ذلك.
هذه مسألة مهمة لطلبة العلم، وهي استفسار المفتي من المستفتي؛ لأن من المسائل ما يحتاج إلى استفصال وبيان، والسائل في الغالب لا يدرك تبعات سؤاله، فقد يسأل سؤالاً مجملاً، فعلى المفتي النبيه أن يستفصل. واستنبط المصنف ﵀ هذه الفائدة من سؤال النبي ﷺ عن ذلك الموضع:"هل كان فيها وثن يعبد؟ وهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ " لأن هذا الأمر محتمل، والناس حديثو عهد بجاهلية وشرك.
الخامسة: أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع.
لأن النبي ﷺ أقر الرجل لما انتفى المحظور، أن يفي بنذره بالذبح في ذلك الموضع وهو (بوانة) فربما خصصه لأنه موضع اجتماع لقبيلته أو أهله، أو لأي سبب من الأسباب، فلا حرج أن ينذر إنسان أن يذبح ذبيحة في قرية معينة، مع انتفاء المحذور الشرعي.
السادسة: المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية، ولو بعد زواله.
لقول النبي ﷺ:"هل كان فيها وثن؟ " لأن الذبح فيه ولو بعد زواله قد يحييه، ويبعثه في النفوس، ويُذكّر الناس بما كان عليه هذا الموضع في الماضي، فيثير فيهم نعرة الشرك.
السابعة: المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم، ولو بعد زواله.
ولهذا ينبغي الحذر من إحياء آثار الجاهلية باسم التراث وغيره؛ لأن هذا بعثٌ لأمور الجاهلية، وتذكيرٌ بها، وتعليقٌ للقلوب والنفوس بما طواه الإسلام وطمسه.