من السعي في مصالحه، لكن مشيئة الله نافذة، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٩].
الرابعة والعشرون: الأدب في قوله: "على رسلك".
أدب من آداب القتال، وهو أن يمضي الإنسان على مهله، دون ضجيج، ليباغت العدو.
الخامسة والعشرون: الدعوة إلى الإسلام قبل القتال.
لقوله: "ثم ادعهم إلى الإسلام".
السادسة والعشرون: أنه مشروع لمن دُعوا قبل ذلك، وقوتلوا.
فلا شك أن النبي ﷺ قد دعاهم أولاً، ولما أرسل إليهم حملة ثانية كُررت عليهم الدعوة؛ لعلهم يستجيبون.
السابعة والعشرون: الدعوة بالحكمة؛ لقوله: "أخبرهم بما يجب".
فمن الحكمة أن تُرتب الأمور ترتيباً حسناً، فيبتدئ أولاً: بعقد الإسلام، فإن هم قبلوا به، انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن تفاصيله ولوازمه.
الثامنة والعشرون: المعرفة بحق الله تعالى في الإسلام.
فينبغي على من دخل في عقد الإسلام أن يعلم بأن دخوله في عقد الإسلام يستلزم حقوقاً لله تعالى.
التاسعة والعشرون: ثواب من اهتدى على يده رجل واحد.
لقوله: "فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" وهذا ثواب عظيم، فلا يزهد بالدعوة الفردية.
الثلاثون: الحلف على الفتيا.
لقوله: "فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً" وهذا مما يبيح الحلف دون استحلاف.