للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخطير، ولم يكتم أبو شامة فرحه بهذا التعيين، وقد رأى فيه إنصافا لصاحبه، فكتب في تاريخه: «تولى الخطابة بدمشق أحق الناس بالإمامة الشيخ عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي، مفتي الشام يومئذ، ناصر السنة، قامع البدعة» (١).

* * *

في تلك الأثناء كانت الهدنة التي عقدها الكامل مع الإمبراطور فريدريك الثاني قد انتهى أجلها في الفاتح من محرم سنة (٦٣٧ هـ/ ١٢٣٩ م) وكانت أوربة قد استعدت قبل ذلك لإرسال حملة صليبية إلى الشرق، وقد وصلت الحملة إلى عكا في آخر محرم (٢)، وعلى رأسها تيبالد كونت شامبانيا، وملك نافار مع جيش من ألف فارس (٣)، وقد اختلفت الآراء حول الجهة التي ستقصدها الحملة، أتتجه نحو مصر حيث سلطانها العادل الثاني يعاني من ميل عسكره إلى أخيه الصالح أيوب؟ أم تتجه إلى دمشق حيث تعاني من اضطرابها وضعفها؟ وأخيرا قرر تيبالد أن يهاجم المعقلين المصريين في عسقلان وغزة، ثم يتوجه إلى دمشق بعد أن يكون قد أمن حدودها الجنوبية (٤).

وخرجت الحملة من عكا في ربيع الأول سنة (٦٣٧ هـ/ ١٢٣٩ م) إلى غزة، حيث منيت هناك بهزيمة مفاجئة، انكفأ تيبالد على إثرها مع فلول جيشه نحو طرابلس (٥).

وانتهز الناصر داود صاحب الكرك هذه الهزيمة، وتوجه بعساكره ومن معه من


(١) «المذيل»: ٢/ ٥٣.
(٢) «الحملة الصليبية الخامسة»: ص ٣٦٥ - ٣٦٦، «تاريخ الحروب الصليبية» لرنسيمان: ٣/ ٣٧٢.
(٣) «تاريخ الحروب الصليبية» لرنسيمان: ٣/ ٣٧٢.
(٤) «تاريخ الحروب الصليبية» لرنسيمان: ٣/ ٣٧٢ - ٣٧٣.
(٥) المصدر السالف: ٣/ ٣٧٤ - ٣٧٦.

<<  <   >  >>