الداخلين عليه، فرقص بين يديه، وهنأه، وقال له: إلى بيتك جئت (١). ونزل الملك المجاهد في داره قرب جامع دمشق (٢).
وفي الغد زحف الصالح إسماعيل والملك المجاهد إلى القلعة، حيث امتنع فيها الملك المغيث بن الصالح أيوب مع جماعة قليلة، فخربت بذلك دار الحديث الأشرفية، وغيرها من الدور والحوانيت تحت القلعة، واضطر الملك المغيث إلى تسليمها للصالح إسماعيل بالأمان، فاعتقل في برج من أبراجها (٣).
وكان الصالح أيوب لما بلغه عزم الصالح إسماعيل والملك المجاهد على قصد دمشق، وانتزاعها منه، أرسل إليها أستاذ داره الأمير حسام الدين بن أبي علي لحفظها، فوصل إليها وقد دخلاها، فرجع إلى الصالح أيوب، وشاع بين جنده خبر سقوطها، ففسدت نياتهم، وعلموا أن لا مقام لهم معه وقد صارت البلاد لغيره، وبخاصة أن أولادهم وأهاليهم في دمشق، ففارقه بعض أمرائه إليها، ولم يبق معه من مماليكه السبعين غير خمسة أو ستة منهم، وألفى الصالح أيوب نفسه في العراء، بلا ملجأ ولا وزر يحميه، وقد تلاشى أمره، فخف إليه ابن عمه الناصر داود، فقبض عليه، وسجنه بقلعة الكرك (٤).
وتقربا إلى الرعية ولى الصالح إسماعيل الشيخ عز الدين بن عبد السلام خطابة جامع دمشق في العشر الآخر من ربيع الآخر سنة (٥)(٦٣٧ هـ/ ١٢٣٩ م) بعد أن عزل خطيبه كمال الدين بن طلحة (٦)، ولربما طمع في أن يلجم لسانه بثقل هذا المنصب