للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما إن تم الاتفاق بينهما حتى سار الصالح أيوب نحو دمشق، والفرح يستخفه، ولما علم الجواد بقربه خاف من عماد الدين أن يفسد عليه أمره، فدس إليه من قتله (١).

ووصل الصالح أيوب إلى دمشق في مستهل جمادى الآخرة سنة (٦٣٦ هـ/ ١٢٣٩ م)، وزين البلد لقدومه، وخرج الجواد لاستقباله، ودخل الصالح أيوب قلعة دمشق إيذانا بتملكها، وانتقل الجواد منها إلى دار السعادة عند باب النصر (٢).

وقدم إليه عمه الصالح إسماعيل من بعلبك مهنئا ومبايعا، فاطمأن إليه الصالح أيوب، وتحالفا وتعاهدا أن يسيرا معا إلى مصر لإزاحة العادل عنها، ثم رجع الصالح إسماعيل إلى بعلبك ليهيئ أسباب ذلك (٣).

وانزعج العادل في مصر، وأمه وخواصه من قدوم الصالح إلى دمشق، وعلموا أنه لا بد قاصدهم لما يتحققونه من ميل عسكر مصر إليه، لأنه أكبر من العادل، وأحسن سيرة منه، وأعظم هيبة، وأجدر بالقيام بأعباء الملك، وخافوا منه خوفا شديدا (٤).

وبدأت ترد إلى الصالح أيوب كتب بعض أمراء المصريين، يحثونه فيها على القدوم إلى الديار المصرية، ويعلمونه أنه متى دخل سيناء انضمت العساكر كلها إليه (٥).

فخرج الصالح أيوب من دمشق في (٢) رمضان سنة (٦٣٦ هـ/ ١٢٣٩ م) مطمئنا إلى تحالفه مع عمه الصالح إسماعيل، فلم يخلف في دمشق حامية تدافع عنها في غيابه، وأقام في نابلس ينتظر وصول عمه حسب الاتفاق (٦).


(١) «مفرج الكروب»: ٥/ ٢٠٠ - ٢٠١.
(٢) «المذيل»: ٢/ ٤٧، و «مفرج الكروب»: ٥/ ٢٠٣ - ٢٠٤.
(٣) «مرآة الزمان» (حوادث سنة ٦٣٦ هـ)، «مفرج الكروب»: ٥/ ٢٠٦.
(٤) «مفرج الكروب»: ٥/ ٢٠٦ - ٢٠٧.
(٥) المصدر السالف.
(٦) «مرآة الزمان» (حوادث سنة ٦٣٦ هـ).

<<  <   >  >>