للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسماعيل في الثالث والعشرين من شوال، جعلها الله ذرية مباركة (١). ولولا هذا الدعاء لما عرف القارئ أن أبا شامة إنما يتحدث عن ولادة ابنته! … فلم هذا الجفاء؟ سؤال يتركنا فيه أبو شامة حيارى، غير أنني أنزهه وهو الفقيه - أن يكون مبعثه أنه رزق بأنثى.

ويبوح لنا أبو شامة بمرضه الذي ألم به في شعبان سنة (٦٣٢ هـ/ ١٢٣٥ م) هذا المرض الذي حال بينه وبين حضور جنازة شيخه تقي الدين ابن باسوية، وكان شيخا مشهورا بالقراءات، وقد كان أجاز لأبي شامة رواية جميع ما يرويه (٢). وفي أوائل شوال سنة (٦٣٢ هـ/ ١٢٣٥ م) قدم دمشق فيمن يقدمها لطلب العلم شاب من إربل في الرابعة والعشرين من عمره، هو أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، ويلتقيه أبو شامة في حلقة شيخه ابن الصلاح في دار الحديث الأشرفية على مدار عام كامل قضاه ابن خلكان في دمشق ملازما لابن الصلاح (٣)، فأي أثر تركه هذا اللقاء في نفسيهما؟ وهل سيذكرانه في أيامهما القادمة حين يجتمعان معا بعد نحو ربع قرن (٤)؟

وبعد نحو ثلاث سنين من ولادة ابنته فاطمة يرزق في (٢٥) ذي القعدة سنة (٦٣٤ هـ/ ١٢٣٧ م) بمولوده الثاني، وربما فاجأه مخاض امرأته في الساعة الأولى من ذلك اليوم، وضاق الوقت عن استدعاء قابلة له، وقد كاد الوليد يخرج من بطنها، فأسرع أبو شامة إلى تلقيه بيديه، فكان هو قابله (٥).


(١) «المذيل»: ٢/ ٢٩.
(٢) «المذيل»: ٢/ ٣٤، وسيعاود المرض أبا شامة في تلك الأيام في بعض السنين، انظر ص ١٧٣ - ١٧٤ من هذا الكتاب.
(٣) وفيات الأعيان: ٣/ ٢٤٤.
(٤) انظر ص ٢٩٠ من هذا الكتاب.
(٥) «المذيل»: ٢/ ٧١.

<<  <   >  >>