قرأ عليه عز الدين أيبك المحيوي (١)، غلام الوزير محيي الدين ابن ندى الجزري (٢).
وفي القاهرة يلتقي مرة أخرى إماما من أئمة القراءات هو محمد بن عمر بن يوسف القرطبي (٣)، وكان قد التقاه في المدينة المنورة في حجته الأولى سنة (٤)(٦٢١ هـ/ ١٢٢٤ م). ويجتمع مرة أخرى كذلك بالقاضي ابن شداد، وكان قد التقاه بدمشق سنة (٥)(٦٢٦ هـ/ ١٢٢٩ م)، وكان ابن شداد قد قدم القاهرة من حلب لإحضار ابنة الكامل فاطمة خاتون زوجة العزيز بن الظاهر، فيجلس عند قبر
(١) «المذيل»: ٢/ ١٧٥. (٢) الوزير محيي الدين محمد بن شمس الدين محمد بن سعيد بن ندى الجزري، وزر لصاحب جزيرة ابن عمر بعد والده شمس الدين محمد، وذلك سنة (٦١٠ هـ/ ١٢١٣ م) وكان الكامل محمد بن العادل قد التقاه، وهو في طريقه إلى حران بعد استيلائه على دمشق سنة (٦٢٦ هـ/ ١٢٢٩ م)، فأعجب به لما رأى فيه من معرفة وفضل وفهم في الأمور السياسية، فاستأذن صاحب الجزيرة فيه، وأقدمه معه إلى القاهرة، وضمه إلى حاشيته ومستشاريه، ولربما التقاه أبو شامة في رحلته هذه. ثم بعد وفاة الكامل سنة (٦٣٥ هـ/ ١٢٣٨ م) أقام الوزير بدمشق، وكان قد ألف كتبا في السياسة، منها: «لطائف الوزارات»، وكتاب «معالم التدبير»، وكتاب «مراشد الملك»، وكتاب «ضوابط الملك»، وكتاب «وظائف الرياسة»، وكتاب «التذكرة الملوكية»، وكانت وفاته في دمشق سنة (٦٥١ هـ/ ١٢٥٣ م) وقد ذكر من ترجم له أن أبا شامة كان من رواد مجلسه، انظر ترجمته في «الوافي بالوفيات»: ١/ ١٧٣. والعجيب حقا أن أبا شامة يسكت عن هذه العلاقة، بل إنه لا يترجم له في «مذيله» في سنة وفاته، وهو الذي أخذ على نفسه فيه أن يترجم للمعارف والأصدقاء، وليس فيه إلا هذه الإشارة العابرة التي ذكرها في ترجمة عز الدين أيبك المحيوي من أنه عتيق محيي الدين بن المدرس، وزير الجزيرة، انظر «المذيل»: ٢/ ١٧٥. (٣) «المذيل»: ٢/ ٣٠ - ٢٩. (٤) انظر ص ٥٤ من هذا الكتاب. (٥) انظر ص ٨١ من هذا الكتاب.