للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التتار، ولهذا قيد عنوان اختصاره له بقوله: «وما كان فيهما من الوقائع التاتارية»، فلم يلتزم أبو شامة في اختصاره للكتاب إلا بتلك الفصول التي بين النسوي فيها تلك الأحداث والوقائع، وكذلك لم يلتزم بعناوين الفصول التي عنون بها النسوي كتابه، بل وضع عناوين لفصوله التي اختصرها، تتناسب ومضمون ما اختصره منها، مفصلا في وقائع تلك الفترة من سنة (٦١٤ هـ/ ١٢١٧ م) حتى سنة (٦٢٨ هـ/ ١٢٣١ م)، حيث قتل جلال الدين، وانطوى خبر تلك الدولة، فكان عمل أبي شامة في الكتاب أقرب إلى الاختيار منه إلى الاختصار، وهو ما عبر عنه في آخر الكتاب بقوله: «هذا آخر ما اخترته من هذا الكتاب، وإلى الله تعالى المصير والمآب» (١).

ويبدو أن هذا الاختصار قد بقي على حالته هذه حتى سقوط بغداد بيد التتار سنة (٦٥٦ هـ/ ١٢٥٨ م)، وما أعقب ذلك من سقوط حلب في صفر سنة (٦٥٨ هـ/ ١٢٦٠ م)، واستسلام دمشق في العام نفسه، ثم ما جرى من انتصار المسلمين في معركة عين جالوت في رمضان سنة (٦٥٨ هـ/ ١٢٦٠ م) ومعركة حمص في محرم سنة (٦٥٩ هـ/ ١٢٦٠ م).

فعكف أبو شامة على كتابه هذا يضيف إليه أخبار هذه الوقائع باختصار، مفتتحا ذلك بالنقل عن العماد الكاتب من آخر كتابه «الوزراء السلجوقية»، ثم مثنيا بما كتبه البنداري في اختصاره له.

فيبدأ بذكر سقوط بغداد، ثم استيلاء التتار على حلب، ووصولهم إلى دمشق، ودخولهم إليها بالأمان، ثم إغارتهم على حوران ونابلس، وقتلهم للكامل محمد بن شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين، وطوافهم برأسه في أسواق دمشق، ثم ما وقع في رمضان من سنة (٦٥٨ هـ/ ١٢٦٠ م) من انتصار المسلمين على التتار في معركة عين جالوت، تلك المعركة التي بين أبو شامة أهميتها في تاريخ المسلمين


(١) «نزهة المقلتين»، الورقة ٥٣.

<<  <   >  >>