الآن وقد عرف القارئ نور الدين يشرع أبو شامة في التأريخ لدولته، بادئا من أصل بيته، فيحدثنا عن جده قسيم الدولة آق سنقر، وما تم في أيامه، ثم يذكر ولده عماد الدين زنكي، والد نور الدين (١).
وبتكثيف شديد يلخص لنا أخبار قسيم الدولة، وكيف تولى حلب، حتى مقتله على يد تاج الدولة تتش (٢).
ثم يستعرض أخبار ولده عماد الدين زنكي، ووصوله إلى حكم الموصل، وما ظهر من شجاعته وكفايته، حتى تمكن أخيرا من فتح الرها، واستعادتها من الصليبيين، وهي أول نصر كبير للمسلمين عليهم (٣)، وقد كانوا قبله في ذل وهوان معهم (٤).
حتى إذا ما انتهى إلى وفاته سنة (٥٤١ هـ/ ١١٤٦ م) شرع في التأريخ لأخبار نور الدين ودولته مرتبة على السنين ابتداء من سنة (٥)(٥٤٢ هـ/ ١١٤٦ م) - وكان قبل ذلك يسوق الأخبار مرتبة على الفصول (٦) - فيستوفيها خبرا خبرا، بشمول، وعرض سلس محكم، حتى يختمها بذكر وفاته سنة (٧)(٥٦٩ هـ/ ١١٧٤ م).
ثم يشرع في التأريخ لصلاح الدين ودولته، مستعرضا الأسباب التي أدت إلى صعود نجمه دون غيره من أمراء نور الدين، تاركا الأحداث وحدها تتكلم عن كفاية صلاح الدين، حتى يصل القارئ عن قناعة إلى أنه هو وحده الذي يستحق عن جدارة خلافة نور الدين.
(١) «كتاب الروضتين»: ١/ ٩٣. (٢) «كتاب الروضتين»: ١/ ٩٣ - ١٠٢. (٣) «كتاب الروضتين»: ١/ ١٣٨. (٤) «كتاب الروضتين»: ١/ ١١٧ - ١١٨. (٥) «كتاب الروضتين»: ١/ ١٨١، ١٠٣. (٦) «كتاب الروضتين»: ١/ ١٠٣. (٧) تستغرق أخبار نور الدين حتى ص ٣١٦ من الجزء الثاني من الكتاب.