للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلحه مع المعز، إلا أن يعقد الصلح مع الصليبيين في عكا، وقد تم له ذلك سنة (٦٥٢ هـ/ ١٢٥٤ م)، فأبرم معهم هدنة مدتها عشر سنين وستة أشهر وأربعون يوما، أولها مستهل محرم سنة (١) (٦٥٣ هـ/ ١٢٥٥ م).

وقد توج إنجازاته بزفافه من ابنة السلطان علاء الدين كيقباذ ملك سلاجقة الروم، وكان عقد عليها، فقدمت إليه في سنة (٦٥٢ هـ/ ١٢٥٤ م)، فاحتفل بقدومها، وبالغ في عمل الوليمة لها (٢).

ولم يزعجه في أفراحه ما بلغه في أواخر سنة (٦٥٣ هـ/ ١٢٥٦ م) من عبور هولاكو بجيشه نهر جيحون في طريقه نحو العراق، وفي استيلائه على قلاع الإسماعيلية (٣)، إذ كان في تلك الأثناء قد أنهى إنشاء مدرسته الناصرية الكبرى، وافتتحها في سابع محرم سنة (٦٥٤ هـ/ ١٢٥٦ م)، وولى تدريسها قاضيه الأثير صدر الدين ابن سني الدولة، وحضر درسه الأول فيها مع أمرائه وأعيان الشام، وجمهور أهل الحل والعقد في دمشق (٤).

كان هولاكو قد أتم استيلاءه على قلعة الموت في ذي القعدة سنة (٦٥٤ هـ/ ١٢٥٦ م)، وشرع في مهاجمة الأكراد والتركمان والشهرزورية، ووصلت غاراته إلى ديار بكر وميافارقين ورأس عين وسروج، فقتلوا ونهبوا وسبوا، واستولوا على بلاد الأكراد وقلاعهم وأخربوها، فانهزم أكثرهم إلى الشام لاجئين (٥) بأولادهم ونسائهم، وكانت عدتهم نحو ثلاثة آلاف، فأشار الأمراء القيمرية على الناصر يوسف باستخدامهم ليكثر جمعه، وليكونوا قوة تقف ضد المماليك البحرية،


(١) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٩٣، «أخبار الأيوبيين»: ص ١٦٥.
(٢) «السلوك»: ج ١/ ق ٢/ ٣٩٤.
(٣) «أخبار الأيوبيين»: ص ١٦٥.
(٤) «الدارس»: ١/ ٤٦٠، «عقد الجمان» للعيني (حوادث ٦٤٨ - ٦٦٤): ص ٢٧٤.
(٥) «أخبار الأيوبيين»: ص ١٦٥.

<<  <   >  >>