قال الأصمعىُّ: إِبلٌ مُؤَبَّلَةٌ كثيرة، كقولهم غنم مُغَنَّمة، وبَقَرٌ مُبَقرَة.
ويقال هى المقْتناة. قال ابنُ الأعرابىِّ: ناقة أَبِلَة، أى شديدة. ويقولون «ما له هابِلٌ ولا آبلٌ»، الهابِل: المحتال المُغْنِى عنه؛ والأبل: الراعى (٢).
قال الخليل فى قول اللّه تعالى: ﴿طَيْراً أَبابِيلَ﴾: أى يتبع بعضُها بعضاً، واحِدها إِبَّالَةٌ وإِبَّوْل. قال الخليل: الأَبِيل من رءوس النصارى، وهو الأَبِيلِىّ. قال الأعشى:
وما أَيْبُلِىٌّ على هيكلٍ … بَنَاهُ وَصَلَّبَ فيه وصارا (٣)
قال: يريد أَبِيلىّ، فلمَّا اضطُرَّ قدَّمْ الياء، كما يقال أينق والأصل أَنْوُق.
قال عدىّ:
إنَّنى واللّهِ فاقْبَلْ حَلْفَتِى … بأَبِيلٍ كلما صَلَّى جَأَرْ
وبعضهم: تأبَّل على الميت حَزِن عليه، وأبَّلت الميت مثل أَبَّنْت.
فأمَّا قول القائل:
قَبِيلانِ، منهم خاذلٌ ما يُجيبُنى … ومُستأبِلٌ منهم يُعَقُّ ويُظْلَمُ
(١) البيت لأبى ذؤيب فى ديوان الهذليين ٢٣ واللسان (٢٣: ١٣). وتمامه: * فقد مار فيها نسؤها واقترارها *. (٢) انظر اللسان (هبل) ص ٢١١. (٣) الديوان واللسان (صلب، صور، أبل). صلب: اتخذ صليباً. وصار: صور، عن أبى على الفارسى. قال ابن سيده: «ولم أرها لغيره». وفى شرح ديوان الأعشى ص ٤٠: «وصارا: سكن».