واستثنى أبو حيان أيضًا: التّمييز الواقع بعدد فعل التعجب إذا كان غير الأول، فَلَا يقال:(ما أحسن زيدًا من أدب).
بخلاف ما إِذا كَانَ عينه؛ نحو:(ما أحسن زيدًا من رجل)، و (مِن) هنا: للتبعيض.
وقيل: زائدة، بدليل العطف علَى موضع مجرورها، في قوله:
......................... ... يا حُسنَهُ مِن قَوامٍ ما وَمُنْتَقَبا (١)
لكن الجمهور: أنها لا تزاد في الإيجاب، ويحتمل كونها لبيان الجنس.
وقوله:(نفسًا): فاعل في المعنَى، والأصل:(لتطب نفسُك)، فَلَا يجر كما تقدم
[تنبيه]
المصنف في العمدة: يجوز أن يقع التّمييز معرفة مؤولًا بنكرة، كما جاء ذلك في الحال، وأنشد:
(١) التخريج: عجز بيت من البسيط، وصدره: طافَت أُمامَةُ بالرُّكبانِ آوِنَةً وهو للحطيئة في ديوانه ص ١١، وخزانة الأدب ٣/ ٢٧٠، ٢٨٩، والدرر ٤/ ٣٤ وشرح التصريح ١/ ٣٩٨ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤ وبلا نسبة في الخصائص ٢/ ٤٣٢ وهمع الهوامع ١/ ٢٥١. اللغة: أمامة: اسم امرأة. الركبان: ركاب الإبل. القوام: القامة. المنتقب: المكان الذي تضع المرأة النقاب عليه من وجهها. الإعراب: طافت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. أمامة: فاعل مرفوع بالضمة. بالركبان: جار ومجرور متعلقان بطاف. آونة: ظرف زمان، متعلق بطاف. يا: حرف نداء. حسنه: منادى منصوب بالفتحة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من: حرف جر زائد. قوام: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًا على أنه تمييز. ما: نكرة تامة مبهمة مبنية في محل جر نعت قوام. ومنتقبا: الواو: حرف عطف، ومنتقبا: معطوف علَى محل قوام منصوب بالفتحة. وجملة (طافت أمامة): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يا حسنه): استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد قوله: (ومنتقبا)؛ حيث عطفه بالنصب علَى موضع التّمييز المجرور بـ (من) الزائدة. لكن الجمهور: أنها لا تزاد في الإيجاب، ويحتمل كونها لبيان الجنس.