والبصريون: "أنَ" فقط هو الضمير وزيدت الألف وقفًا لبيان فتحة النون، وثبوتها وصلا في الشاهد ضرورة، أَو أنه أجرَى الوصل مجرَى الوقف.
وحكَى الفراء: أن بعضهم يقدم الألف عَلَى النون فيقول: (أانَ فعلت).
وقد يقال: "هَنا" بإبدال الهمزة هاء، و"أَنَهُ" بإبدال الألف هاء في الوقف، حكاه أبو حيان.
وقيل: ها للسكت وعاقبت الألف، قال الشَّاعرُ:
(١) صدر بيت وعجزه: حَمِيدٌ قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا التخريج: البيت لحميد بن ثور في ديوانه ص ١٣٣، وأساس البلاغة ص ١٤٣ (ذرى)، وشرح شواهد الشافية ٢٢٣، ولسان العرب ١٣/ ٣٧ (أنن)، ولحميد بن بحدل في خزانة الأدب ٥/ ٢٤٢، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٤، ٤٠٣، وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٩٥، والمقرب ١/ ٢٤٦، والمنصف ١/ ١٠. اللغة: تذرَّيت السنام: علوت الذروة منه. المعنى: يفخر الشاعر بأنّه البطل، والسيف الذي تقاتل به عشيرتُه، وأنه تسنَّم ذروة المجد والشرف. الإعراب: أنا: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. سيف: خبره مرفوع وهو مضاف. العشيرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فاعرفوني: الفاء: استئنافية؛ اعرفوني: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة: فاعل، والنون: للوقاية، وياء المتكلم مفعول به محله النصب. حميدٌ؛ بدل من سيف مرفوع. قَدْ: حرف تحقيق. تذرَّيْتُ: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، والتاء: فاعل محله الرفع. السناما: مفعول به منصوب بالفتحة، والألف: للإطلاق. جملة (أنا سيف العشيرة): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (اعرفوني): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (تذرَّيتُ): حال من حميد على الالتفات محلها النصب. الشاهد: قوله: (أنا)؛ حيث ثبتت ألفه في الوصل.