فقوله:(نَعَمٌ): مبتدأ واقع هنا علَى الإِبل والبقر، وقوله:(كلَّ عام): ظرف زمان وهو خبر مقدم، والتّقدير:(أكلُّ عام إِحرازُ نعمٍ تحوونه؟).
وحكَى أبو الفتح: رفع (نعمٌ) بمحذوف.
وحكَى الأخفش: نصبه علَى الاشتغال، حكَى ذلك القواس رحمه اللَّه.
و (كلَّ) فِي البيت منصوبة علَى الظّرفية؛ لأنَّ (كل وبعض) ينصبان علَى الظّرفية إِذا أضيفا للظرف كما فِي الشّاهد، وكقولك:(أكلَّ يوم ثوب تلبسه؟) ونحو ذلك.
وتقول:(زيد فِي يوم طيب)، و (نحن فِي زمان كذا).
ولَا يقدر المضاف إِلَّا أَن احتيج إِليه فِي الكلام.
وقوله:(يُلقحه) بضم الياء آخر الحروف، من:(ألقح الفحل النّاقة)، و (تَنتِجونه): بفتح التّاء من نتج ينتج.
وأَجازَ بعضهم: أَن يخبر عن اسم العين بظرف الزّمان الّذي فيه معنَى الشّرط؛ كقولِك:(الرّطبُ إِذا جاء الحرُّ).
واللَّه الموفق
=اللغة: النعم: الإبل والشاء. تحوونه: تملكونه وتضمونه. يلقحه: يجعله لاقحًا حاملًا. تنتجونه: تتولون وضعه، ونتجتُ الناقة: إذا ولَّدتُها. المعنى: أتضمون الإبل والشاء في كل عام بعدما سهر عليها قوم حتى غذت لواقحًا، ثم تأتون أنتم فتولدونها، وهي إشارة إلى ما يستولونِ عليه في غاراتهم على الأقوام الأخرى. الإعراب: أكل: الهمزة: حرف استفهام، كلَّ: ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر مقدم. عامٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. نعَمٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. تحوونه: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. يلقحه: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. قوم: فاعل يلقحه مرفوع بالضمة. وتنتجونه: الواو: للعطف، تنتجون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وجملة (أكل عام نعم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (تحوونه): في محل رفع صفة لنعم. وجملة (يلقحه): في محل رفع صفة لنعم. وجملة (تنتجونه): معطوفة على جملة في محل رفع. الشاهد: قوله: (أكل عام نعم)، حيث حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والأصل: إحراز نعمٍ أو حواية نعم في كل عام.