وإِن لم تكن فِي موضع اللام. . جاز قلبها وتصحيحها، فتقول فِي (جدول): (جُدَيّل)، أو (جُدَيْوِل)، والأول أولى.
وتقول فِي (أسود): (أسَيوِد)، بالتصحيح، و (أُسَيْد)، بالإِعلال؛ فمن صحح. . قال فِي (أحوى): (أُحَيوٍ)، بكسر الواو منونًا، والأصل:(أُحَيوِوٍ)، بواوين؛ لأن ألف (أحوى) بدل من واو، وهو: من الحوة، فقلبت الثانية ياء لوقوعها طرفًا بعد كسرة، فصار (أُحيوِي)، ثم عوملت الياء معاملتها فِي (قاض)، فحذفت وعوض عنها التنوين، فحصل:(أُحيوٍ)، ففي الرَّفع والجر:(أُحَيوٍ)، وفي النصب:(رأيت أُحَيوِيًا).
ومن أعلّ أسود قال فِي (أحوى): (أُحيٌّ) بياء مشددة، والأصل:(أُحيوِوٌ) كما سبق، فقلبت الأخيرة ياء فحصل:(أُحَيوي)، ثم قلبت الواو ياء لاجتماعها مع ياء ساكنة قبلها، فحصل:(أُحييي) بثلاث ياءات، الأولى ياء التصغير، فحذفت الأخيرة؛ لأنه عومل معاملة (قاضٍ) كما سبق، ثم أُدغمت ياء التصغير فيما بعدها فحصل:(أُحيٍّ) بكسر الياء منونًا، ففي الرَّفع والجر:(أُحيٍّ) فِي وفي النصب: (رأيت أُحَيّيًا) برد الياء الثالثة المحذوفة.
وكذا تقول فِي تصغير (يحيى): (يُحَيٌّ) بالتشديد منونًا، وأصله:(يُحَييي) بثلاث ياءات على (فُعَيعِل)، كـ (دُرَيهِم)، فالأولى ياء التصغير، والثانية ياء (يحيى)، والثالثة بدل من الألف، فحذفت الثالثة تخفيفًا، وجرى مجرى (قاضٍ)، وتعود فِي النصب؛ كـ (رأيت يُحيّيًا).
وبعضهم: لا يحذف الياء مطلقًا، ذكر ذلك السمين فِي آل عمران (١).
(١) الدر المصون فِي علوم الكتاب المكنون ٣/ ١٥٧، وإِتماما للفائدة نذكر ما فيه بحرفه: "وأنشدت للشيخ أبي عمرو ابن الحاجب فِي ذلك: أيُّها العَالِم بِالتَّـ ... ـصْرِيفِ لَا زِلْتَ تُحَيَّا إِنَّ يَحْيى إِنْ يُصَغْـ ... ـغَرْ فيُحَيَّا وَأَبى قَوْمٌ وَقَالُوا ... لَيْسَ هَذا الرَّأيُ حَيّا إِنَّمَا كَانَ صَوَابًا ... أَنْ يُجيبُوا بيُحَيَّا