وأَجازَ الكوفيون: الجمع بَينَ (يا) والميم في الاختيار، لأنَّ الميم عندهم بقية جملة محذوفة، والتّقدير:(يا الله أُمَّنا بخير) فحذف حرف النّداء وهمزة (أُمَّنا) والمفعول والجار والمجرور، واتصلت الميم المشددة بالاسم الكريم فامتزجا وحصل:(اللَّهم).
والمعتمد: ما سبق.
قال القواس رحمه الله: لأنَّ الاسم الكريم لا يركب مع الجملة؛ ولأنَّ الكلام
(١) التخريج: الرجز لأبي خراش في الدرر ٣/ ٤١، وشرح أشعار الهذليين ٣/ ١٣٤٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١٦، ولأمية بن أبي الصلت في خزانة الأدب ٢/ ٢٩٥، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٣٢، والإِنصاف ص ٣٤١، وجواهر الأدب ص ٩٦، ورصف المباني ص ٣٠٦، وسر صناعة الإِعراب ١/ ٤١٩، ٢/ ٤٣٠، وشرح ابن عقيل ص ٥١٩، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٠٠، ولسان العرب ١٣/ ٤٦٩، ٤١٧ أله، واللمع في العربية ص ١٩٧، والمحتسب ٢/ ٢٣٨، والمقتضب ٤/ ٢٤٢، ونوادر أبي زيد ص ١٦٥، وهمع الهوامع ١/ ١٧٨. شرح المفردات: الحدث: الحادث. ألم: نزل، حل. الإِعراب: إِني: حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في حل نصب اسم إِن. إِذا: ظرف يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. ما: زائدة. حدث: فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده، تقديره: (إِذا ألمَّ حدث ألم). ألما: فعل ماض، والألف للإِطلاق، وفاعله ضمير مستتر تقديره: هو. أقول: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: أنا. يا: حرف نداء. اللَّهم: منادى مبني على الضم في محل نصب، والميم للتعظيم يعوض بها عن حرف النداء المحذوف عادة. يا اللَّهم: كالسابقة. وجملة (إِني): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (إِذا ما حدث) الشرطية: في محل رفع خبر إِن. وجملة (ألم حدث): في محل جر بالإِضافة. وجملة (ألمّ): تفسيرية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أقول): جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإِعراب. وجملة المنادي: في محل نصب مفعول به لـ (أقول). الشاهد: قوله: (يا اللَّهم) حيث جمع بين (يا) والميم المشددة التي تأتي عوضًا عنها، وذلك ضرورة نادرة.