والثالث نحو:(نِعمَ فارسًا صاحبُك)، ففي (نِعمَ) ضمير هو الفاعل؛ تقديره:(هو)، و (فارسًا): هو التمييز المفسر لذلك الضمير.
ومنه قوله:(نِعْمَ قَومًا مَعْشَرُهْ)، فالفاعل ضمير تقديره:(هم)، و (قومًا) تمييز مفسر له.
وكقولك:(نعم فارسَينِ الزيدان)؛ فتقدير الفاعل:(هما)، و (فارسين) تمييز كما ذكر، ومنه في القرآن {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} فالفاعل ضمير تقديره: (هو)، و (بدلًا) تمييز كما ذكر وإلى ذلك أشار بقوله (وَيَرْفَعَانِ مُضْمَرًا يُفَسِّرُهْ مُمَيِّزٌ).
ولا يجوز حذف هذا التمييز المفسر.
قال بعضهم: وإن فُهِم المعنى.
ولهذا حمل بعض المغاربة قولهم:(فبها ونعمت) على الشذوذ.
وهذا القسم الثالث يعود فيه الضمير على متأخر، وهو جائز في مواضع:
- منها: هذا الباب.
- والتنازع.
- ومجرور (رب): إذا كان ضميرًا كـ (ربه رجلًا).
= وهو لأبي طالب في خزانة الأدب ٢/ ٧٢، والدرر ٥/ ٢٠٥، وشرح التصريح ٢/ ٩٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٥، وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٨٥. اللغة: الحسام: السيف. الحمائل: جمع الحمالة، وهي علاقة السيف. المعنى: يقول: نعم رجلًا زهير، فهو صادق وسيف مجرد من غمده. الإعراب: فنعم: الفاء بحسب ما قبلها، نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح. ابن: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. أخت: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. القوم: مضاف إليه مجرور. غيرَ: حال منصوب، وهو مضاف. مكذب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. زهيرٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو زهير. حسامًا: حال منصوب. مفردًا: نعت حسامًا منصوب من حمائل: جار ومجرور متعلقان بمفردًا. وجملة (نعم ابن أخت القوم): في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ (زهير). وجملة (زهير نعم. . .): بحسب ما قبلها. الشاهد: قوله: (نعم ابن أخت القوم) حيث أتى بفاعل نعم اسمًا مضافًا إلى اسم مضاف إلى مقترن بأل.