واحتج مدعي الاسمية: بدخول حرف الجر في قول بعض العرب: (ما هي ينعم الولد)، و (نِعم السير على بِئسَ العير).
وأجيب: بأن كلا منهما معمولٌ لقولٍ وُصِف به محذوف؛ أي:(ما هي بولد مقول فيه نعم الولد)، و (على عَيرٍ مقول فيه بئس العير)، فحذف (ولد)، و (عَير) وصفتهما التي هي لفظُ (مقول)؛ فكل من (نعم)، و (بئس) معمول لتلك الصفة المحذوفة؛ لأن (مقول) من الصفات العاملة، وهذا من باب حذف الصفة والموصوف، وإقامة المعمول مقامهما، فحرف الجر في الحقيقة: داخل على اسمٍ حذف مع صفته كما وقع ذلك في الفعل الصريح؛ كقول بعضهم:
وكذا: نحو: (بئس الشراب)، وتقول؛ (نعم الرجل زيد)، و (بئست المرأة هند)، و (نعمت المرأتان)، و (نعمت النساء الهندات)، وإليه أشار بقوله:(رَافِعَانِ اسْمَيْنِ مُقَارِنَىْ أَل).
(١) تقدم إعرابه وشرحه، والشاهد فيه هنا: قوله: (بنام) حيث دخل حرف الجر في الظاهر على الفعل، ولكنه في الحقيقة داخل على قول محذوف تقديره: (بليل مقول فيه نام صاحبه). (٢) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: زهيرٌ حسامٌ مفردٌ مِن حَمَائِلِ