وقصرَ (١)، وبإتمامِ عثمانَ وعائشةَ -رضي الله تعالى عنهما (٢) -، وبما ثبتَ أنَّ الصحابةَ -رضي الله تعالى عنهم - كانوا يسافرونَ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فمنهم القاصرُ، ومنهمُ المُتِمُّ، ومنهمُ الصائِمُ، ومنهُمُ المُفْطِرُ، لا يَعيبُ بعضُهم على بعض (٣).
٢ - وذهبَ أبو حنيفةَ وأصحابهُ إلى أنهُ عزيمةٌ (٤).
واستدلّوا بما رواهُ الزهريُّ عن عُروةَ عن عائشةَ - رضي الله تعالى عنها - قالت: أَوَّلَ ما فُرِضَتِ الصَلاُة رَكْعَتينِ رَكْعَتين، فزيدَ في صلاةِ الحَضَرِ، وأُقِرَّتْ صلاةُ السفر (٥).
وبما روى عِمرانُ بنُ الحُصَينِ -رضي الله تعالى عنه- قال: حَجَجْتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان يصلَّي رَكْعتين، وسافرتُ مع أبي بكرٍ - رضي الله تعالى عنه -، فكانَ يصلَّي ركعتين حتى ذهب، وسافرتُ مع عُمَر -رضي الله تعالى عنه-، فكان يصلَّي رَكعتين حتى ذهب، وسافرتُ مع عثمانَ -رضي الله تعالى عنه-، فكان يصلِّي رَكعتين ستَّ سنين، ثم أتمَّ بنا (٦).
(١) رواه الإمام الشافعي في "اختلاف الحديث" (ص ٢٩٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ١٤١). (٢) انظر: "بداية المجتهد" لابن رشد (١/ ١٢١)، و"المغني" لابن قدامة (٢/ ٥٢). (٣) تقدم تخريجه. (٤) انظر: "المبسوط" للسرخسي (١/ ٢٣٩)، و "بدائع الصنائع" للكاساني (١/ ٩١). (٥) رواه النسائي (٤٥٤)، كتاب: الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة؟، والإمام الشافعي في "مسنده" (١٥٦)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٩٩٢)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٤٤٥٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ١٤٣)، وهذا اللفظ البيهقي. ورواه البخاري (١٠٤٠)، ومسلم (٦٨٥) نحوه. (٦) رواه الترمذي (٥٤٥)، كتاب: أبواب العيدين، باب: ما جاء في التقصير في =