كالقُرْطِ (١) والدُّمْلُجِ (٢) والخَلْخالِ، وما يُلْبَسُ فوقَها من الثيابِ، وهو الذي يظهرُ من الزينةِ (٣).
وقد سَمَّى اللهُ سبحانَه الثيابَ زينة فقال:{يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١]، ويكون على هذا التأويلِ بدنُها عَوْرَةً.
ويحتمل أن يريدَ بالزينةِ جملةَ البَدَنِ (٤).
ثم استثنى اللهُ سبحانَه أعضاءً مَخْصوصَةً، وقد فَسَّرَها ابنُ عباسٍ وعائشةُ بالوَجْهِ والكَفَّيْنِ (٥).
* فإن قلتَ: فمقتضى هذهِ الآيةِ على هذا التفسيرِ أنه يجوزُ للنِّساء كشْفُ وُجوهِهِنَّ وأيديهِنَّ، واللهُ تعالى يقول:{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}[النور: ٦٠]، وقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوزُ للقواعِدِ أن يضعن ثيابَهُنَّ عَمّا عدا الوجه والكفين، وإنما رفعَ اللهُ الجُناحَ عنهنَّ في الوجهِ واليدين (٦)،
(١) القُرط: هو الذي يعلق في شحمة الأذن، والجمع قِرَطة وقِرَاط. "مختار الصحاح" (مادة: قرط). (٢) الدُّخْلُج: والدُّمْلُوج: المعْضِد من الحُلُيّ. "لسان العرب" (مادة: دملج). (٣) وهو قول ابن مسعود وابن عباس وأنس وقتادة ومجاهد والحسن، انظر: "تفسير الطبري" (١٨/ ١١٧ - ١١٩)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٨/ ٢٥٧٣ - ٢٥٧٤)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ١٧٩ - ١٨٠). (٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي (٣/ ٣٣٩)، و"أحكام القرآن" للجصاص (٥/ ١٧٢)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (١٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩). (٥) انظر: "تفسير الطبري" (٨/ ٢٥٧٤)، و"الحاوي الكبير" للماوردي (٢/ ١٦٧)، و"كشاف القناع" للبهوتي (١/ ٢٢٦)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ١٨٠). (٦) في "ب" زيادة: "والكفين".