* وقد اتفقَ الناسُ على استحبابِ تعظيمِ الضحايا أبضاً كالهَدايا، واتفقوا على أن الأفضلَ في الهدايا الإبِلُ، ثُمَّ البَقَرُ، ثمَّ الغَنَمُ (٢).
* وأَمَّا في الضحايا: فَكَذلكَ قال الشافعيُّ (٣)، وذهبَ مالكٌ إلى أنه بعكسِ الهَدايا، فالأَفْضَلُ عندهُ الكِباشُ، ثمَّ الغنمُ، ثمَّ البقرُ، ثمَّ الإبلُ (٤).
وقيل عنه بتقديمِ الإبلِ على البَّقَرِ.
واحتجَّ أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يُضَحَّي بالكِباشِ، وبأنَّ إبراهيمَ الخَليل - صلى الله عليه وسلم - فَدَى ابنَهُ بكَبْشٍ، وبقيَ ذلك سُنةَ بعدَهُ؛ لقولهِ تعالى:{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ}[الصافات: ١٠٨].
وللشافعيِّ أن يَحْتَجَّ بانهُ قد ثبتَ أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَعَلَ النَّحْرَ والذبْحَ.
روى البخاري عنِ ابنِ عمرِ -رضيَ اللهُ تَعالى عنهما- أنه - صلى الله عليه وسلم - كانَ يذبَحُ
= المختارة، (٢٠٨): أن عمر بن الخطاب أهدى نجيبة له، فأعطي بها ثلاث مئة دينار، فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا نبي الله! إني أهديت نجيبة لي، فأعطيت بها ثلاث مئة دينار، أفأبتاعها أفأبيعها وأشتري بثمنها بدنا فأنحرها؟ قال: "لا، انحرها إياها". (١) رواه الامام مالك في "الموطأ" (١/ ٣٨٠) وعبد الرزاق في "المصنف" (٨١٥٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٧٧). (٢) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٣/ ٣٩٧)، و "المجموع" للنووي (٨/ ٢٩٠)، و "بدافع الصنائع" للكاساني (٢/ ٨٥)، و "بداية المجتهد" لابن رشد (١/ ٢٧٥). (٣) انظر: "المجموع" للنووي (٨/ ٢٩٠). (٤) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٢/ ٩).