عضوًا عضوًا؛ فمات وهو كذلك. وأما الأسود بن المطلب وعدي بن قيس؛ فلا أدري ما أصابهما.
ذكر لنا أن نبي الله ﷺ يوم بدر نهى أصحابه عن قتل أبي البختري، وقال:"خذوه أخذًا؛ فإنه قد كان له بلاء"، فقال له أصحاب النبي ﷺ: يا أبا البختري! إنا قد نهينا عن قتلك؛ فهلم إلى الأمنة والأمان، فقال أبو البختري: وابن أخي معي، فقالوا: لم نؤمر إلا بك، فراودوه ثلاث مرات، فأبى إلا وابن أخيه معه، قال: فأغلظ للنبي ﷺ الكلام، فحمل عليه رجل من القوم؛ فطعنه؛ فقتله، فجاء قاتله وكأنما على ظهره جبل أو ثقل؛ مخافة أن يلومه النبي ﷺ، فلما أخبر بقوله؛ قال النبي ﷺ:"أبعده الله وأسحقه"، وهم المستهزئون الذين قال الله: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾ وهم الخمسة الذين قيل فيهم: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)﴾، استهزؤوا بكتاب الله ونبيه ﷺ(١). [ضعيف]
• عن عبد الله بن عباس ﵄: أن المستهزئين: بقية بن الوليد بن المغيرة، وأبو زمعة -وهو الأسود بن عبد المطلب-، والأسود بن عبد يغوث، والعاص بن وائل، قال: كلهم قتل ببدر بموت أو بمرض، والحارث بن قيس وهو من العياطل (٢). [صحيح]
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١٤/ ٥٠): ثنا بشر العقدي ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة به. قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ١٠٤) ونسبه لأبي نعيم، وفاته أنه عند الطبري؛ فليستدرك عليه. (٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (١٤/ ٥١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١/ ٩٣، ٩٤ رقم ١١٢١٥) من طريقين عن ابن جريج ثني عمرو بن دينار عن ابن عباس به. قلنا: وهذا إسناد صحيح، وقد صرح ابن جريج بالتحديث؛ فزالت شبهة تدليسه. =