عائشة، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزور، فقال: أقول يا أمه! كما قال الأول: زرغباً تزدد حباً، قال: فقالت: دعونا من بطالتكم هذه.
قال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله ﷺ، قال: فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي؛ قال:"يا عائشة! ذريني أتعبدُّ لربي"، قلت: والله؛ إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي، قالت: فلم يزل يبكي؛ حتى بل حجره. قالت: وكان جالساً فلم يزل يبكي ﷺ؛ حتى بل لحيته. قالت: ثم بكى؛ حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي؛ قال: يا رسول الله! تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال:"أفلا أكون عبداً شكوراً؟ لقد نزلت عليَّ الليلة آيةٌ؛ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ " الآية كلها (١). [حسن]
• عن سعيد بن جبير؛ قال: انطلقت قريش إلى اليهود فسألوهم ما أتى به موسى من الآيات؟ فذكروا عصاه ويده، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى؟ فقالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص، فأتوا النبي ﷺ
(١) أخرجه ابنُ حبّان في "صحيحه" (رقم ٥٢٣ - موارد)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي ﷺ" (ص ٢٠٠ رقم ٥٦١) من طريق يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي: نا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء به. قال شيخنا العلامة الألباني ﵀ في "الصحيحة" (١/ ١٤٧ رقم ٦٨): "وهذا إسناد جيد؛ رجاله كلهم ثقات؛ غير يحيى بن زكريا؛ قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٤/ ٢ رقم ١٤٥): "سألت أبي عنه؟ قال: ليس به بأس، هو صالح الحديث"". اهـ. قلنا: وهو كما قال، وله طريق أخرى عند أبي الشيخ (رقم ٥٣٧) بنحوه؛ لكن فيه أبا جناب الكلبي، قال في "التقريب": "ضعفوه؛ لكثرة تدليسه". اهـ. والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٢/ ٤٠٩) وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في "التفكر"، وابن المنذر، وابن مردويه، والأصبهاني في "الترغيب"، وابن عساكر.