• عن عبد الله بن عباس ﵄؛ قال: قرأناها على عهد رسول الله ﷺ سنين: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ﴾ الآية، ثم نزلت: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ﴾؛ فما رأيت رسول الله ﷺ خرج فرحاً قط أشد فرحاً منه بها، وبـ ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١](١). [ضعيف]
• عن الضحاك يقول في قوله: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ وهذه الآية مكية نزلت بمكة، ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾؛ يعني: الشرك والقتل والزنا جميعاً، لما أنزل الله الآية؛ قال المشركون من أهل مكة: يزعم محمد أن من أشرك وقتل وزنى؛ فله النار، وليس له عند الله خير؛ فأنزل: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ﴾ من المشركين من أهل مكة ﴿فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ﴾، يقول: يبدل الله مكان الشرك والقتل والزنا؛ الإيمان بالله والدخول في الإِسلام، وهو التبديل في الدنيا؛ وأنزل الله في ذلك: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ [الزمر: ٥٣]؛ يعنيهم بذلك: ﴿لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾؛ يعني: ما كان في الشرك، يقول الله لهم: أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له، يدعوهم إلى الإِسلام. فهاتان الآيتان مكيتان، والتي في [النساء: ٩٣]: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ الآية، هذه مدنية نزلت بالمدينة، وبينها وبين التي
(١) أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥/ ٣٦٨ رقم ٥٥٧٩) من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس به. قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: علي بن زيد بن جدعان؛ ضعيف. الثانية: يوسف بن مهران؛ قال عنه الحافظ في "التقريب": "لم يرو عنه إلا ابن جدعان، وهو لين الحديث". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ١٩٦): "بسند حسن"،! وهذا وهم وتساهل منه ﵀ لما تقدم ذكره.