قلت: وهو قول الأكثرين، ومعنى الفتح: فتح المتغلق، والصلح مع المشركين قبل الحديبية (٤) كان متعذراً حتى فتحه الله - عز وجل -.
قال الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين، فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم، وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، وكثر بهم سواد الإسلام.
قوله:"والترمذي":
قلت: وقال (٥): حسن صحيح. وزاد في روايته:"إنهما لما أنزلت: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} الآية. فقال: "لقد أنزلت [٤١٠/ ب] علي آية أحب إلي مما على الأرض" فقرأها عليهم فقالوا: هنيئاً ... إلى آخره.
٢ - وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -: أَنَّ ثَمَانِينَ رَجُلًا نَزَلُوا عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ يُرِيدُونَ قتلهُ، فَأُخِذُوا، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَنزَلَت: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
(١) سورة الفتح آية: (٥). (٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٤١٧٢) وطرفه (٤٨٣٤) ومسلم في "صحيحه" رقم (١٧٨٦). (٣) في "السنن" رقم (٣٢٦٣). (٤) قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٥٨٤) وسمي ما وقع في الحديبية فتحاً؛ لأنه كان مقدمة "الفتح" وأول أسبابه. (٥) في "السنن" رقم (٥/ ٣٨٦).