عمر (١)، وعن مالك بن الحارث (٢) قال: "جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثا. فقال: إن عمك عصى اللَّه وأطاع الشيطان، فلم يجعل له مخرجا"(٣) ووجه ذلك قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} إلى قوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}(٤) ثم قال بعد ذلك: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}(٥){وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}(٦) ومن جمع الثلاث لم يبق له أمر يحدث ولم يجعل اللَّه له مخرجا ولا من أمره يسرا، وروى النسائي بإسناده عن محمود بن لبيد (٧) قال: "أخبر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن رجلا طلق ثلاث طلقات جميعا، فغضب ثم قال: أيلعب بكتاب اللَّه وأنا بين
(١) أخرجه عبد الرزاق برقم (١١٣٤٤) المصنف ٦/ ٣٩٥، وابن أبي شيبة في الكتاب المصنف ٥/ ١١، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٥٧، والدارقطني في سننه ٤/ ٣٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٣٣٥ - ٣٣٦. (٢) مالك بن الحارث: السلمي، الرقي، الكوفي، توفي سنة ٩٤ هـ. ينظر: الجرح والتعديل ٨/ ٢٠٧، وتهذيب الكمال ٢٧/ ١٢٩ - ١٣٠. (٣) أخرجه أبو داود في سننه ٢/ ٢٦٠ برقم (٢١٩٧)، وسعيد برقم (١٠٦٤ - ١٠٦٥) سنن سعيد بن منصور ٣/ ١/ ٣٠٠، وابن أبي شيبة في الكتاب المصنف ٥/ ١١، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣/ ٥٧، والبيهقي في السنن الكبرى ٧/ ٣٣٧، وصححه الألباني في الإرواء ٧/ ١٢١. (٤) سورة الطلاق الآية (١). (٥) سورة الطلاق من الآية (٢). (٦) سورة الطلاق من الآية (٤). (٧) محمود بن لبيد هو: ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري، الأوسي، الأشهلي، ولد في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأقام بالمدينة، وتوفي سنة ٩٦ هـ. ينظر: أسد الغابة ٥/ ١١٧ - ١١٨، وتهذيب الكمال ٢٧/ ٣٠٩، والإصابة ٦/ ٣٥.