أي: قولي لها: "جمودًا"، ولا تقولي لها:"حَمْدًا وشُكْرًا".
وقالوا:"عَبابِ" بمعنى العَبّ، ويقال:"لا عَبابِ" أي: لا عَبَّ، والعبُّ: شربُ الماء من غير مَصّ، وفي الحديث "الكُبادُ من العَبّ"(١)، والكُبادُ: وجعُ الكَبِد. ويقولون للظباء إذا وردتِ الماءَ:"لا عَبابِ"، أي: لا عبَّ، وإذا لم تَرِد:"لا أَبابِ".
وقالوا:"رَكِب فلان هَجاجِ"، أي: رأسَه، فكأنّه اسم للهجاج، قال الشاعر [من الوافر]:
٥٦٨ - وقد ركبوا على لَوْمِي هَجاجِ
أي: الهَجّةَ، أي: هاجّين على رؤوسهم لا يَلْوون (٢).
ويقال:"دَعْني كَفافِ"، أي: تكُفّ عنّي، وأكُفّ عنك، فهو اسم بمعنى الكَفّة. ويقال:"نزلتْ عليهم بَوارِ" حكاه الأحمر، جعله معدولًا عن المصدر، وبناه على الكسرِ لما ذكرناه، والبَوار: الهَلاكُ، ومنه قوله تعالى:{وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}(٣)، أي: هَلْكَى. وقالو!:"نزلتْ بَلاءِ على أهل الكتابِ" مكسورةً كـ"فَجارِ"، و"بَدادِ"، حكاه
= الإعراب: "جمادِ": اسم مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. "لها": جار ومجرور متعلقان بالخبر. "جمادِ": الثانية: توكيد لفظي للأولى. "ولا": الواو: حرف عطف، و"لا": ناهية جازمة. "تقولي": فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمة حذف النون, لأنه من الأفعال الخمسة، والياء: ياء المؤنثة المخاطبة فاعل مبني على السكون في محل رفع. "لها": جارّ ومجرور متعلقان بـ "تقولي". "أبَدا": ظرف منصوب متعلًق بـ "تقولي". "إذا": ظرف متعلق بـ "تقولي". "ذُكِرَت": فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء: للتأنيث لا محل لها، ونائب الفاعل مستتر جوازا تقديره: هي، والمصدر المؤول من "ما" ومن الفعل "ذكِرَتْ" منصوب على الظرفية الزمانية، وهو بدل من "طَوَالَ الدهر". "حماد": اسم مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: لا تقولي: حمادِ لها. جملة "جمادِ لها": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تقولي": معطوفة على جملة "جمادِ لها" التي هي خبرية اللفظ إنشائية المعنى لأن معناها الدعاء. وجملة "حمادِ" في محل جَر بالإضافة. وجملة "حمادِ لها": مقول القول محلها النصب. والشاهد فيه قوله: "جمادِ"، و "حماد" بمعنى الجمود والحمد، ومعناه "قولي لها جمودًا ولا تقولي لها حمدا" بالتذكير والتنكير. (١) ورد الحديث في النهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ١٣٩. ٥٦٨ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر. الإعراب: "وقد": الواو: بحسب ما قبلها، "قد": حرف تحقيق وتقريب: "ركبوا": فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، والألف للتفريق. "على لومي": جارّ ومجرور بكسرة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، متعلقان بـ "ركبوا"، والياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه: "هجاج": اسم مبني على الكسر في محل نصب حال. جملة "ركبوا": بحسب الواو. والشاهد فيه قوله: "هجاج" حيث جاء بالمصدر في معنى اسم الفاعل، أي: هاجّين. (٢) في الطبعتين: "لا يلتوون"، والتصحيح عن جدول التصحيحات الملحق بطبعة ليبزغ، ص ٩٠٨. (٣) الفتح:١٢.