سيقة سيائق، وفي فوعلة من البيع بوائع، وقولهم ضياون شاذ كالقود. وإذا كان الجمع بعد ألفه ثلاثة أحرف, فلا قلب كقولك:"عواوير" و"طواويس". وقوله [من الرجز]:
وكحَّل العينين بالعواور (١)
إنما صح لأن الياء مرادة وعكسه قوله [من الرجز]:
فيها عيائيل أسود ونُمُر (٢)
لأن الياء مزيدة للإشباع كياء الصَّياريف. ومن ذلك إعلال صُيَّم وقُيَّم للقرب من الطرف مع تصحيح صُوّام وقُوّام. وقولهم:"فلانٌ من صيابة قومه", وقوله [من الطويل]:
١٣٤١ - [ألا طرقتنا مية ابنة منذرٍ] ... فما أرق النيام إلا سلامها
شاذّ.
* * *
قال الشارح: اعلم أنّ ألف الجمع في "مَفاعِلَ" و"فَواعِلَ"، متى اكتنفتها واوان، كانت الثانية مُجاوِرةَ للطرف، ليس بينه وبين الطرف حاجر، فإنّهم يقلبون الواو الثانية همزة، نحو قولهم:"أوائِلُ"، والأصل:"أواوِلُ", لأنّ الواحد "أَوَّلُ""أَفْعَلُ" ممّا فاؤه وعينُه واوٌ. وهم يكرهون اجتماعَ الواوين والألفُ من جنسهما، فشبّهوا اجتماعَهما هنا
(١) تقدم بالرقم ٧٧٠. (٢) تقدم بالرقم ٧١٦. ١٣٤١ - التخريج: البيت لذي الرمّة في ديوانه ص ١٠٠٣؛ وخزانة الأدب ٣/ ٤١٩، ٤٢٠؛ وشرح شواهد الشافية ص ٣٨١؛ والمنصف ٢/ ٥، ٤٩، ولأبي النجم الكلابي في شرح التصريح ٢/ ٣٨٣؛ وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٤٣، ١٧٣؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٩٦ (نوم)؛ والممتع في التصريف ٢/ ٤٩٨. ويروى "كلامُها" مكان "سلامها". اللغة: طرقتنا: زارتنا ليلًا. أرّق: أسهر. الإعراب: "ألا": حرف استفتاح أو تنبيه. "طرقتنا": فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، و"نا": ضمير متصل مبنى في محلّ نصب مفعول به. "ميّة": فاعل مرفوع بالضمّة. "ابنة": نعت "ميّة" مرفوع، وهو مضْاف. "منذر": مضاف إليه مجرور. "فما": الفاء: حرف عطف، و"ما": حرف نفي. "أرّق": فعل ماضٍ. "النيام": مفعول به منصوب. "إلّا": حرف حصر."سلامُها": فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة "طرقتنا": ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أرّق": معطوفة على الجملة السابقة. والشاهد فيه قوله: "النّيام" في جمع "نائم"، والقياس "النوّام". والأصل: "النيوام" قُلبت الياء واوًا، وأُدغمت في الواو، فصار "النوّام"، وقَلب الواو ياء وإدغامها في الياء شاذّ.