فهمز، وهو مطّرد في الواو إذا انضمّت، فإذا انضاف إلى ذلك أنّ يكون بعدها واو كان أشدَّ، والياء إذا انضمّت لم تُهْمَز، فدلّ أنها أخفُّ من الواو,. وقال الأصمعيّ: سمعتُ أبا عمرو بن العَلاء ينشد [من الكامل]:
١٣٣٥ - وكأنّها تُفّاحة مَطْيُوبَةٌ
وقال عَلْقَمَة [من البسيط]:
يوم رذاذ عليه الدَّجْنُ مَغْيومُ (١)
وقالوا:"طَعامٌ مَزِيتٌ، ومَزْيُوتٌ"، و"رجلٌ مَدِينٌ ومَدْيُونٌ"، وهو كثير.
* * *
قال صاحب الكتاب: قال سيبويه (٢): ولا نعلمهم أتموا في الواو لأن الواوات أثقل عليهم من الياءات وقد روى بعضهم: "ثوبٌ مصوونٌ".
* * *
قال الشارح: قد ذكرنا أنّ الضمّة على الواو تُستثقل لا سيما وبعدها واوٌ أخرى، فلذلك لا يُتِمّون مفعولًا من الواو فلا يقولون:"مَقْوُولٌ"، هذا هو الأشهر. وحكى سيبويه (٢) أنّهم يقولون: "ثوبٌ مَصْوُونٌ"، وأنشدوا [من الرجز]:
١٣٣٦ - والمِسْكُ في عَنْبَرِه المَدْوُوفِ
١٣٣٥ - التخريج: الشطر لشاعر تميميّ في المقاصد النحوية ٤/ ٥٧٤؛ وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٢٦١؛ والمنصف ١/ ٢٨٦، ٣/ ٤٧. شرح المفردات: مطيوبة: اسم مفعول بمعنى: طيّبة. الإعراب: "وكأنها": الواو بحسب ما قبلها، "كأنّها": حرف مشبّه بالفعل، وها: ضمير في محلّ نصب اسم "كأن". "تفاحة": خبر كأن مرفوع بالضمّة. "مطيوبة": نعت "تفاحة" مرفوع بالضمّة. والشاهد فيه قوله: "مطيوبة"، وذلك على لغة بني تميم، والقياس الشائع "مطيّبة". (١) تقدم بالرقم ١٣٣٢. (٢) الكتاب ٤/ ٣٤٨. ١٣٣٦ - التخريج: الرجز بلا نسبة في الخصائص ١/ ٢٦١؛ ولسان العرب ٩/ ١٠٨ (دوف)؛ والممتع في التصريف ٢/ ٤٦١؛ والمنصف ١/ ٢٨٥. اللغة: المسك والعنبر: مادتان عطريّتان. المدووف والمدوف: المسحوق، أو الملخوط، أو المبلول بالماء. الإعراب: "والمسك": الواو: بحسب ما قبلها، "المسك": مبتدأ مرفوع بالضمّة. "في عنبره": جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف، أو أنهما الخبر، والمجرور مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "المدووفِ": نعت "عنبر" مجرور بالكسرة. وجملة "المسك موجود في عنبره": بحسب الواو. والشاهد فيه قوله: "المدووف" حيث أتمّ المفعول من: داف يدوف ولم يخفّفه إلى المدوف.