فإن قيل: ولِمَ وجب تغيير الفعل إذا لم يسم فاعله؟ قيل: لأنّ المفعول يصح أن يكون فاعلاً للفعل، فلو لم يُغير الفعل، لم يُعلَم هل هو فاعل حقيقي، أو مفعول أقيم مقام الفاعل، ولهذا وجب تغييره.
فإن قيل: ولِمَ وجب التغيير إلى هذا البناء المضمومِ الأول المكسورِ ما قبل الآخر؟ قيل: لأنّ الفعل لما حُذف فاعله الذي لا يخلو منه، جعل لفظ الفعل علي بناء لا يشركه فيه بناء آخر من أبنية الأسماء والأفعال التي قد سمي فاعلوها خوف الإشكال، وقيل: إنما ضُم أوّله؛ لأنّ الضم من علامات الفاعل، فكان هذا الفعل دالا على فاعله، فوجب أن يحرك بحركةِ ما يدل عليه.
(١) هود: ٤٤. (٢) في الطبعتين "القاف"، وهذا خطأ. ٩٩٩ - التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٧١؛ والدرر ٤/ ٢٦، ٦/ ٢٦٠؛ وشرح التصريح ١/ ٢٩٥؛ وشرح شواهد المغني ٣/ ٨١٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٢٤؛ وبلا نسبة في أسرار العربيَّة ص ٩٢؛ وتخليص الشواهد ص ٤٩٥؛ ومغنى اللبيب ٢/ ٦٣٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤٨، ٢/ ١٦٥. الإعراب: "ليت": حرف مشبه بالفعل. "وما": الواو حرف استئناف، "ما": حرف استفهام. "ينفع": فعل مضارع مرفوع. "شيئًا": مفعول به منصوب. "ليت": فاعل "ينفع". "ليت": حرف مشبه بالفعل مؤكد للأوّل. "شبابًا": اسم "ليت" منصوب. "بوع": فعل ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". "فاشتريت": الفاء حرف عطف، "اشتريت": فعل ماضٍ والتاء: ضمر متصل مبنيّ في محل رفع فاعل. وجملة "ليت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما ينفع ..... ": اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "بوع": في محل رفع خبر "ليت". وجملة "اشريت": معطوفة على جملة "بوع". والشاهد فيه قوله: "بوع" على لغة بعض العرب، والمشهور "بيع".