وأمّا "فُعْلانُ"، فقالوا "راع"، و"رُعْيانٌ"، و"شابٌ"، و"شُبان"، و"صاحبٌ"، و"صُحْبانٌ"، شبهوه بالاسم، حيث قالوا:"فالِقٌ"، و"فُلْقان"، و"حاجرٌ"، و"حُجرانٌ"، وليس بالكثير.
ويُكثر على "فِعَالٍ"، قالوا:"تاجِرٌ"، و"تِجارٌ"، و"صاحِبٌ"، و"صِحابٌ"، و"نائِم"، "نيام" و"راع" و"رعاءٌ". قال تعالى:{حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ}(١).وقالوا:"كافرٌ", و"كفارٌ" قال الشاعر [من الوافر]:
وذلك أنهم أجروا "فاعِلًا" مجرى "فَعِيل" حيث قالوا: "راعٍ"، و"رُعْيانٌ"، و"فالِقٌ"، و"فُلْقانٌ"، كما قالوا:"جَرِيب"، و"جُربانٌ". وقد أجازوا في "فَعِيل" الذي هو اسم "فِعالاً"، كقولهم:"إفالٌ"، و"فِصال" في جمع "أفِيل"، و"فَصِيل". فأجازوا ذلك في "فاعِل"؛ لأن "فَعِيلًا" يُجمع عليه كـ "كريم" و"كِرام"، و"طويل"، و"طِوال".
ويكسر أيضًا على "فُعُولٍ". قالوا:"قاعدٌ"، و"قُعُودٌ"، و"جالِسٌ"، و"جُلوسٌ"، و"شاهِدٌ"، و"شُهُودٌ". قال الشاعر [من الطويل]:
وبايَعْتُ ليْلَى في خَلَاء ولم يكن ... شُهُودٌ على لَيْلَى عُدُولٌ مَقانِعُ (٢)
كأنهم جاؤوا به على المصدر، نحوِ:"جَلَس جُلُوسًا"، و"قَعَدَ قُعُودًا". قال سيبويه: وليس بالكثير.
وقالوا:"هالِكٌ" و"هَلْكَى"، شبّهوه بـ "فَعِيل" بمعنى "مفعول"، نحوِ:"جريح"، و"جَرْحى"، و"قتيل"، و"قَتْلَى"، إذ كانت بَلِية ومُصِيبةَ، فأما "غائبٌ"، "وغَيَبٌ"، و"خادمٌ"، و"خَدَمٌ"، فأسماء للجمع، وليست جموعًا.
وقوله:"وقد شذ نحوُ: فَوارِسَ" يريد أنهم لم يجمعوا "فاعلًا" صفة على "فَواعِلَ"،
(١) القصص: ٢٣. ٧٥٧ - التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص ١٤٣؛ ولسان العرب ٥/ ١٤٤، ١٤٧ (كفر)، ١٣/ ٣٢٣ (فرعن)؛ وبلا نسبة في شرح الجمل ٣/ ١٣٣. الإعراب: "وشق": الواو: حسب ما قبلها، "شق": فعل ماض مبني للمجهول، مبني على الفتح الظاهر. "البحر": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "عن أصحاب": جار ومجرور متعلقان بالفعل "شق". "موسي": مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة. "وغرقت": الواو: حرف عطف. "غرقت": فعل ماضٍ للمجهول، مبني على الفتح الظاهر، والتاء: تاء التأنيث الساكنة. "الفراعنة": نائب فاعل مرفوع بالضمة. "الكفار": صفة مرفوع مرفوعة مثله. وجملة "شق البحر": حسب ما قبلها. وجملة "غرقت الفراعنة": معطوفة على ما قبلها. والشاهد فيه قوله: "الكفار" حيث جمع "كافر" على "كفار" وهو جمع شاذ. (٢) تقدم بالرقم ١٨.