٦٦٧ - لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَينِ له أجْرٍ وأعْراسُ
فأبدلوا من الضمّة كسوةً، ومن اواو ياءً، فصار:"أجْرٍ"، كما ترى من قبيل المنقوص. و"أيَادِي" جمعُ الجمع. قالوا:"أيْدٍ" و"أيادٍ". وفيه لغتان:
إحداهما: أن تُرِكِّبهما اسمًا واحدًا، وتبنيهما لتضمُّن حرف العطف، كما فُعل بـ "خمسةَ عشرَ" وبابِه.
الثانيةُ: أن تضيف الأولَ إلى الثاني، كما تقدّم في "بيتَ بيتٍ" و"صباحَ مساءٍ" من جواز التركيب والبناءِ والإضافة، وموضعهما النصبُ على الحال، والمرادُ: ذهبوا متفرّقين، ومتبدِّدين ونْحوَهما.
فإن قيل: فكيف جاز أن يكون حالًا، وهو معرفةٌ, لأن "سَبَا" اسم رجل معرفةٌ؟ ميل: أمّا إذا ركّبتَهما، فقد زال بالتركيب معنَى العَلَميّة، وصار اسمًا واحدًا، فـ "سَبَا" حينئذ كبعضِ الاسم، وهو نكرةٌ، وأمّا إذا أضفتَ، ففيه وجهان:
أحدهما: أنّه معرفةٌ وقع موقعَ الحال، وليس بالحال على الحقيقة، وإنّما هو معمولُ الحال، والموادُ: ذهبوا مُشْبِهين أيادي سَبَا، ثمّ حُذفت الحال، وأُقيم معمولها مُقامها على حدٍّ "أرسلها العرِاكَ"(١)، أي. مُعْتَرِكَة العراكَ، و"رجع عَوْدَه على بَدْئه"(٢)، أي: عائدًا عوده.
٦٦٧ - التخريج: البيت لمالك بن خالد (أو: خويلد) الخناعي في شرح أشعار الهذليين ١/ ٤٤٢؛ ولسان العرب ٦/ ١٣٥ (عرس)؛ ولمالك بن خالد أو لأبي ذؤيب الهذليّ في شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٢٦؛ وبلا نسبة في شرح شواهد الإيضاح ص ٦٩. شرح المفردات: الليث والهزبر: مق أسماء الأسد. مدل: جريء. الخيسة: موضع الأسد. الرقمتان: جانبا الوادي، أو موضع بعينه. أجرٍ: جمع جرو وه وابنه. الأعراس: جمع عرس وهي الزوجة والزوج. الإعراب: "ليث": خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمّة. "هزبر": خبر ثانٍ، أو نعت لِـ "هزبر" مرفوع بالضمّة. "مدل": صفة مرفوعة بالضمّة. "عند": مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة، وهو مضاف ومتعلق باسم الفاعل "مدل". "خيسته": مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف: والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جرّ مضاف إليه. "بالرقمتين": جارّ ومجرور بالياء لأنه مثنى متعلّقان باسم الفاعل "مدل". "له": جارّ ومجرور متعلّقان بخبر مقدّم محذوف، أو هما الخبر. "أجرٍ": مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. "وأعراس": الواو: للعطف، "أعراس": معطوف على مرفوع، مرفوع بالضمّة. وجملة "هو ليث": ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "له أجرٍ وأعراسُ": في محلّ رفع صفة ثانية لليث .. والشاهد فيه قوله: "أجرٍ" حيث عاملوه معاملة المنقوص، وهو جمع جرو. (١) راجع الشاهد الرقم ٢٨١. (٢) هذا مثل، وقد ورد في زهر الأكم ٣/ ٧٢. أي: رجع خائبًا.