وقوله تعالى:{وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}. موضع (إياي) نصب بإضمار فعل (١) تفسيره (٢) المذكور بعده (٣) كأنه قيل: (إياي فارهبوا (٤) فارهبون) ولكنه يستغني عنه بما يفسره فلا يظهر، وإن صح أنه مقدر، ولا يجوز أن يعمل فيه المذكور، لأنه مشغول بضمير (٥).
وحذفت (الياء) من {فَارْهَبُونِ} لأنها فاصلة أي رأس آية، ليكون النظم على لفظ متسق، وسمى أهل اللغة أواخر الآي الفواصل، وأواخِر الأبيات (٦) القوافي (٧). ومعناه: فخافوني في نقض العهد (٨).
= ١/ ٨٨، وذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" عن الكلبي ١/ ٦٧ ب، وأخرجه ابن جرير بسنده عن ابن عباس ونحوه، وليس فيه قوله: فمن تبعه كان له أجران .. ، الطبري في "تفسيره" ١/ ٢٥٠، وكذا ابن أبي حاتم في "تفسيره" بنحو رواية الطبري ١/ ٩٦، انظر: " الدر" ١/ ١٢٤. (١) قال مكي: هذا هو الاختيار لأنه أمر، ويجوز: أنا فارهبون على الابتداء والخبر، "المشكل" ١/ ٤٢، وانظر "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٦٧. (٢) في (ب): (يفسره) وهو أولى. (٣) في (ج): (بعهده). (٤) في (ب): (فارهبون). (٥) في (ب): (بضميره) وهو أصح. الضمير هو (الياء) التي حذفت لأنها رأس آية، انظر. "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٣، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٤٦، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٦٧، "المشكل" لمكي ١/ ٤٢، "الإملاء" ١/ ٩٠. (٦) في (ب): (الايات). (٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٩٠، وانظر "اللسان" (فصل) ٦/ ٣٤٢٤، وبعضهم فرق بين رأس الآية والفاصلة، فكل رأس آية فاصلة ولا عكس. انظر "المكتفي في الوقف والابتداء" ص١٤٠، "البرهان" ١/ ٥٣، "الإتقان" ٢/ ٢٨٤، "الفاصلة في القرآن" لمحمد الحسناوي ص ٢٦. (٨) "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٧ ب، وانظر: "الطبري" ١/ ٢٥١، "زاد المسير" ١/ ٧٣.