واصطلى (١): إذا لزم، ومن هذا من يصلى في النار أي: يلزم، قال: والقول عندي هذا؛ لأن الصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه، وألزم ما أمر به من العبادات (٢).
ومن اختار هذه الطريقة (٣) قال: معنى قولهم للداعي إذا دعا: (صلى) معناه: أنه لزم الدعاء لشدة حاجته إلى الإجابة.
و (الصَّلَوَان) من الفرس، العظمان اللذان في العجز (٤)، والواحد:(صلا)، سميا للزوم كل واحد منهما الآخر (٥)، والمُصَلِّي: الذي يأتي في أثر السابق من هذا، لأنه يأتي ورأسه مع ذلك المكان من السابق (٦)، ومنه حديث علي - رضي الله عنه -: (سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى أبو بكر)(٧).
وقوله تعالى:{وَمِمَّا رزَقنَهُم}. يقال: رَزَق الله الخلق رَزْقا ورِزْقا،
(١) في (أ) و (ج): (واصطلا) وفي (المعاني) (يقال: صلى وأصلى واصطلى ...) ١/ ٢١٥، ونص المؤلف في "التهذيب" فلعله نقل منه، ٢/ ٢٠٤٩. (٢) "معاني القرآن" للزجاج، دون قوله: (وألزم ما أمرت به من العبادات) ١/ ٢١٥، وذكره في "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٠٤٩. (٣) أي: أن الصلاة بمعنى اللزوم. (٤) انظر. "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢١٥، "تهذيب اللغة" (صلى) ٢/ ٢٠٤٩، "مجمل اللغة" (صلى) ٢/ ٥٣٨. (٥) في (ب): (للآخر). (٦) المراجع السابقة. (٧) أخرجه أحمد في "المسند": (عن علي -رضي الله عنه- قال: سبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصلى أبو بكر وثلث عمر، ثم خبطتنا فتنة بعدهم يصنع الله فيها ما يشاء) "المسند" ١/ ١١٢، ١٢٤، ١٣٢، ١٤٧. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٦/ ١٣٠، وذكره أبو عبيد في "غريب الحديث" ٢/ ١٤٢، والأزهري في "تهذيب اللغة" (صلى) ٢/ ٢٠٥٠.