والكلام في أحدٍ وأصلهِ ذكرناه (٢) عند قوله: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ}[البقرة: ١٠٢].
وقوله تعالى:{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} أي: سمعنا قوله، وأطعنا أمره، فحذف لأن في (٣) الكلام دليلًا عليه من حيث مُدحُوا به (٤).
وقوله تعالى:{غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} أي: اغفر غفرانك (٥)، يُستغني بالمصدر عن الفِعْلِ في الدعاء، نحو: سَقْيًا ورعيًا وأشباههما.
قال الفراء: وهو مصدر وقع موقع الأمر فنصب، قال: ومثله: الصلاةَ الصلاة (٦)، وجميع الأسماء من المصادر وغيرها إذا نويت الأمر نصبت (٧)، وهذا أولى من قول من يقول: معناه: نسألك غفرانك؛ لأنه على الفعل الذي أخِذ منه أدلّ، نحو: حمدًا، وشكرًا، أي: أحمد حمدًا، وأشكر شكرًا (٨).
(١) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٦٤، "البحر المحيط" ٢/ ٣٦٥، وقال: ويحتمل عندي أن يكون مما حذف فيه المعطوف لدلالة المعنى عليه، والتقدير: لا يفرق بين أحد من رسله وبين أحد، فيكون أحد هنا بمعنى: واحد، لا أنه اللفظ الموضوع للعموم في النفي، ومِنْ حذف المعطوف: "سرابيل تقيهم الحر" أي: والبرد. (٢) في (ي) و (ش): (ذكرنا). (٣) في سقطت من (ي) و (ش). (٤) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٦٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٦٥، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٤٧، "البحر المحيط" ٢/ ٣٦٦. (٥) قوله: (أي اغفر غفرانك)، سقطت من (أ). (٦) هذه الجملة ليست في (أ). (٧) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٨٨. (٨) ينظر في إعراب الآية: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٦٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٦٥ - ١٨٦٦، "التبيان" ص ١٧٢.